( باحث في مجال التميز والمواصفات العالمية )

ولم لا ! فرمضان على الأبواب وليس ثمة مزيدا من الوقت لتعيش تلك الاحلام والامال التي استنفذت قواك وضيعت وقتك ! وانني لا أعني بالتأكيد تلك الأحلام أوالأهداف التطويرية التي تعينك لتكون شخصا متميزا على المستوى الشخصي والمهني والاجتماعي , ولكنني أعني بالضرورة تلك الأحلام التي يجب عليك حقا تحطيمها والتخلص منها قبل دخول رمضان ! فما هي اذن تلك الأحلام التي يجب عليك فورا أن تحطمها ؟ اننا نعيش في عالم ليس بالمثالي ولا يجب ولا يمكن أن يكون كذلك ! اننا نقابل في يومنا العديد من الأشخاص منهم الطيبون ومنهم الأشرار , وهذا أمر طبيعي ما دمنا نعيش على الأرض .

كثيرا ما يقع لنا خلاف مع بعض الأشخاص , ثم يتحول الأمر الى عداوة ومنها الى كره ثم الى رغبة في الانتقام ! بعض الناس يظل محتفظا بداخله ب( حلم الانتقام ) ممن اختلف معهم أو لم تتوافق أفكاره مع أفكارهم , فيظل منتظرا حتى تأتي اللحظة لينتقم ! اعلم صديقي المتميز أن التمسك بذلك الحلم ليس من شيم الطيبين .

أنا لست مفتيا ولا عالما شرعيا , ولكنني انسان أشعر أحيانا بما تشعر به , وأتعرض لبعض المواقف المماثلة لما تتعرض له , ولكنني أحاول أن أتذكر دوما وأذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب تحريم الظلم من حديث أنس -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟

قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره) رواه البخاري , وأذكر كذلك الاية الكريمة التي حكاها ربنا سبحانه وتعالى على لسان نبي الله عيسى صلى الله عليه وسلم طالبا الرحمة من الله تعالى لأمته ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) تخلق أيها المتميز بأخلاق الأنبياء , وحطم بداخلك ذلك الحلم السيء ( حلم الانتقام ) , فلن يجر عليك خيرا لا في صحتك ولا تفكيرك ولا دينك ولا دنياك واستبدل مكان ذلك الحلم الاحسان الى الاخرين والعفو عمن ظلمك بصدق ! ( لا تنتقم ) , ولكن لا تجعل نفسك عرضة للاهانة أو الظلم من أي أحد أبدا أيا من كان فامكانك أن تصنع لنفسك قيمة بين الناس بالاحترام المتبادل والا تفتح لهم بابا لتخطي الحواجز التي لا يجب عليهم تخطيها !