لست اليوم بحاجة لأن أعنون لهذا المقال ولا يتسع لي مزيد من الوقت من أجل التفكير بذلك , ( فلم تعد السفارة في العمارة كما كانت من قبل ), بل هي الان على بعد كيلو مترات من أطهر مكان على وجه الأرض بعد الحرمين ( المسجد الأقصى بالمدينة المقدسة ) , المدينة العربية المسلمة , بمسجدها الطاهر وكنيستها العتيقة !
دولة كبرى وعظمى تدعى الولايات المتحدة الأمريكية يتشدق الشرقي والغربي بحمايتها للحريات والديمقراطيات , كان من المفترض أن تكون كما يزعمون داعما أول للسلام في العالم وظهيرا لرد الحق الى أصحابه, ولكنها تعاملت مع العرب ( بالنظرية الشيطانية ) , حين يقف الشيطان يوم القيامة في وسط كل البشر مناديا بكل تكبر وسخرية ( لا تلوموني ولوموا أنفسكم ) , حطموا رؤسكم في أقوى حائط صد فلن أتراجع يوما عن خطتي أوهدفي , ( أنا وعدت كأخي بلفور من قبل ثم وفيت بما نذرت به مثله ) , نقلت سفارة دولتي الى البلدة المقدسة يوم 14 من الشهر الخامس لعام 2018 , لقد تأخر كل من سبقوني في تنفيذ القرار الصادر عن الكونجريس عام 1995 فلماذا أتقاعس أنا ! لقد أثبتت هذه الدولة الأمريكية التي يمدحها المداحون بأرجاء العالم , أثبتت وبرهنت أنها الداعم الأول لهذا الكيان الصهيوني الظالم الارهابي الجبان, ففي غضون ساعات وقع ما يزيد عن خمسين شخصا قتيلا وأكثر من مائتي جريح, وأفتتحت السفارة تحت تكميم أصوات ماذن المساجد بالقدس , تعلوها أصوات المدافع والعربات المصفحة ودماء المظلومين ! فماذا بعد ؟
تعلمنا من كتب الله ورسالاته الى البشر وانبيائه الطاهرين , أن الحق مهما طال الزمن سيرجع الى أصحابه , يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ( فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ), ويقول أيضا ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ). علينا أن نفهم ذلك ونعيه ونعمل من أجله , والا يصيبنا الحزن والاحباط واليأس من المستقبل , فكل ات ات و(لا تأسوا على ما فاتكم ) .
لا وقت كذلك لتوجيه مزيد من اللوم لبعضنا البعض , ما أجمل أن نقف الان صفا واحدا في وجه العدو الصهيوني الغاشم , ورمضان فرصة عظيمة لوحدتنا ونبذ خلافاتنا وتوحيد قوتنا . القرب من الله والانصات والانصياع لما أمر به من أهم أسباب القوة والعزيمة والأرادة , ( فلنقو عزيمتنا ووحدتنا برمضان الخير ) , فجميعا نصوم في يوم واحد ونحتفل باعيادنا في يوم واحد , أمة واحدة وقلب واحد ورب واحد . أرى الخير قادم , والعدو راغم مهما طالت الأزمان وتقلبت الأحوال .