باحث في معايير التميز والمواصفات العالمية

 

مايكل بورتر , رجل صاحب استراتيجية ألف كتابا من أهم المؤلفات في علم الادارة , أنه كتاب ( الاستراتيجية التنافسية ) ! لقد أدرك مؤلف الكتاب أن الأسواق العالمية تمر بقدر كاف من المنافسة ..

فإن كنت صاحب شركة أو تخطط لذلك في المستقبل , أو أنت صاحب قرار في دولة ما أو مؤسسة عالمية , يلزمك أن تمتلك القوى الخمس التي ستمكنك من تحقيق تنافسية عالية لمنتجك ,واقتصاد قوي في بلدك !

اليك القوى الخمس التي ستمكنك من ذلك ! الكثير ممن نعرفهم لا يتحرج أن يحمل فيلما عن طريق الانترنت , أو يشتري برنامجا الكترونيا بطريق غير شرعي ولا يلتفت الى ضرورة احترام الخصوصية والملكية الفكرية لمخترعه أو مسوقه , وهذا يعني بالضرورة أنه يجب عليك أن تمتلك القوة الأولى في مقابل تلكم السرقات والتبعات..

ان القوة الأولى هي (تقديم المنتجات البديلة ) ! أننا في دولنا العربية , وحتى نجد لأنفسنا مكانا في هذا العالم , علينا أن نقدم خدمات جديدة , بديلة عما تعود العالم عليه , جميعنا يقدر وبشدة ما ينتجه العالم المتحضر من سلع أو يقدمه من خدمات متفوقة ورائدة , فهلا حذونا طريقتهم , وانتهجنا نهجهم لنرتقي ببلادنا واقتصاداتنا.

المنافسون الحاليون يمتلكون قدرة وقوة كبيرة على تقديم تجارب جديدة للعملاء , تجذبهم تلك التجارب و الخدمات والمنتجات الجديدة حتى ولو كانت أعلى سعرا . ومن المنطقي الا تلوم العملاء على شرائهم للماركات العالمية , وأنت في المقابل لم تقدم لهم منتجا يرقى الى تلك الدرجة ويتحمل قوة المنافسة !

فالقوة الثانية ملخصها أنه علينا أن نمتلك قوة صد في مقابل المنافسين الحالين ونقدم منتجات وخدمات ترتقي الى فكر العملاء وتطلعاتهم كي نحقق رقيا اقتصاديا في بلادنا العربية .

جميعنا يعلم أن جميع عمليات التصنيع والانتاج والتوزيع والتسويق لا تخلو أبدا من علاقات وتحالفات استراتيجية واقتصادية مع فريق كبير ومتنوع من الموردين للمواد الخام والمعدات والأدوات والماكينات …. الخ , وقد تبنت دول كبرى واستثمرت بل واستأثرت بهذا الجانب من الأعمال , استأثرت بصناعة المواد الخام والماكينات وغيرها , ولا بأس في ذلك , المهم أن نمتلك قوة ثالثة في التفاوض مع تلك الدول لتوفير أفضل الموارد والمواد الخام وأكثرها تميزا وبأقل الأسعار والامكانات , لان ذلك سيمكننا في النهاية من امتلاك القوة الرابعة ونقدم لعملاءنا منتجا نهائيا بسعر منافس , فنحن كعملاء كل منا يحاول جهده كل لحظة أن يحصل على أفضل منتج وأفضل جودة وبأفضل سعر .

أما الأخيرة, فهي قوة التميز والابتكار والابداع ! انني أحلم بذلك اليوم الذي أنظر فيه الى عالمنا العربي وقد تبنى فكرة التميز والابتكار , واستثمر طاقات شبابه وأفكارهم الابداعية لتحقيق وتقديم أفكار جديدة للعالم , تجعلنا نقف على أرض عربية صلبة منافسة لكل دول العالم في كافة المجالات ( الصناعة والتجارة , الاعلام , الرياضة وكرة القدم …. وغيرها ) , وأن نتمكن من تحقيق اقتصاد قوي وحياة أفضل لشعوبنا العربية.