باحث في معايير التميز والمواصفات العالمية

بينما كنت اتحدث أمس مع صديقي الفلبيني مارك أنطونيو , وكان شديد التلهف , يتملكه حلم أن يفوز بوظيفة مدير عام لادارة الجودة باحدى الشركات الكبرى , ولكنه في المقابل لم يكن على ثقة تامة أنه يستطيع فعل ذلك ! كان أنطونيو على قناعة تامه أن أصحاب الشركات لا يهمهم كثيرا من الخبرات والدراسات والدرجات العلمية بقدر ما يهمهم اختيار موظفين يمتلكون كفاءة القيادة , والقدرة على ادارة مرؤسيهم بحرفية القادة . اختلفت مع صديقي بعض الشيء ولكن في النهاية بدأنا في نقاش واسع حول سمات القادة والمدراء التي تسعى الشركات أن تضمهم الى صفوف فريق عملها . حقا , فان نجاحا في قيادة فريق العمل لن يتحقق دون امتلاك مهارات وأسس علم القيادة الناجحة والفاعلة , رد أنطونيو : اذن ما الذي يجب علي أن أمتلكه لتحقيق حلم القيادة الناجحة …..؟؟؟؟ لخصت كلماتي الى صديقي العزيز في بعض المحاور وكان من أهمها : أن القيادة موهبة يجب عليك تنميتها لتتمكن من ادارة فريق عملك بحرفية ونجاح وتحقق اهداف العمل , وغاياتك الشخصية أيضا .فالأسطورة القديمة التي شاعت كثيرا قبل أن تثبت عدم صحتها تقول : أن القادة أشخاص موهوبون فقط بالفطرة , وهذه العبارة فيها معنى صحيح وهو أنهم لابد وأن يمتلكوا الموهبة , ولكن في المقابل ليست دائما الموهبة هي كل شيء بل تنمية القليل منها يجعلك يوما ما قائدا عظيما . القيادة الفاعلة ما هي الا أسلوب تفكير وليس منصبا اداريا أو وظيفيا فقط , مثلا تخرج أحدهم من الكلية ثم التحق باحدى الشركات ومرت السنوات تلو الأخرى وصديقنا ما زال يشتكي من عدم اهتمام شركته بتقديم مزيد من الدورات التدريبية له , بينما الاخر ( القائد الذاتي ) تخرج من كليته ثم بدأ الاستثمار في نفسه بشراء الكتب وحضور الدورات التدريبية وحصد الدرجات العلمية وغيرها , انه القائد الذاتي بأسلوب تفكيره وادارته لحياته . كذلك فان القائد الفعال يستطيع قيادة نفسه أولا قبل أن ينشغل بمن حوله فهو ( يستيقظ مبكرا , يخطط دائما لحياته ووظيفته , يدير وقته , يستثمر علاقاته بالناس , وأهمها أنه لا يلقي بمزيد من اللوم طيلة النهار على من حوله , بل يهتم بتطوير ذاته وتنمية موهبته القيادية . وتذكر صديقي أن القادة الحقيقين يمتلكون رؤية وطاقة وتواصلا فعالا , رؤيتهم تصف قدرتهم في وصف رحلة نجاحهم ومنح أنفسهم الأمل في أمكانية الوصول لغاياتهم وتحقيق أهدافهم , لديهم مزيد من الطاقة لتحفيز انفسهم والاخرين كل لحظة لانجاز المهام على أتم وجه , ولا تخلو شخصيتهم أبدا من قدرتهم على التواصل الفعال مع من حولهم وحل مشكلاتهم . ابتسم أنطونيو متشكرا وقال , لعل الوقت مضى بنا سريعا في النقاش حول سمات القادة , ويجب علينا الان أن نستكمل عملنا وندير وقتنا بفعالية كقادة متميزين ومن ثم نكمل حديث القادة لاحقا .