مرت قرابة الثمانية عشر شهرا منذ بدأنا رحلتنا سويا في الحديث عن التميز بجوانبه الثلاث ( الشخصي , والمؤسسي والمجتمعي ) .
وبحكم عملي في مجال الادارة وددت لو نقلت فكرة ومعايير التميز الى أذهانكم في قالب يسير يسهل فهمه وتطبيقه .
لذا سنبدأ ومن خلال هذه السلسلة الجديدة في الحديث أكثر وبشكل مفصل عن التميز المؤسسي وبالتحديد سيكون نقاشنا حول صفات ومرتكزات ( المؤسسات المتميزة ) .
ولكن دعونا بداية نتسائل عن معنى مصطلح المؤسسات المتميزة ؟ كيف لك ومتى تستطيع وبأي أدوات يمكنك أن تحكم على مؤسسة ما أنها من ( المؤسسات المتميزة ) ؟ هل من طبيعة وصفات المنتج الذي تقدمه ؟ أم بناءا على اهتمام تلك المؤسسات بعملائها ….. أم ماذا بالتحديد ؟؟…..
ان الأمر لا يستلزم منك مزيدا من جميع البيانات والخبرات والدراسة لتحكم على مؤسسة ما أنها متميزة أو غير متميزة , لا شك أن هذه الأدوات ( أعني جمع البيانات و استخدام الخبرات والدراسة والتحليل ) أمورا مهمة لفهم المؤسسات يستخدمها علماء الادارة للتحليل والبحث ..
ولكن بعيدا عن العلوم الادارية المعقدة والجمل العريضة الرنانة , نستطيع جميعا أن نضع تعريفا مبسطا للمؤسسات المتميزة أنها تلك المؤسسات التي تركز على عملائها وتسعى لتحقيق رضاهم بل وتفوق توقعاتهم وامالهم , انها تلك المؤسسات التي تتعلم من عملائها ومن ارائهم ومقترحاتهم وتطور أدائها تجاههم باستمرار معتمدة في ذلك على أن تقدم أفكارا جديدة , تبتكر وتبدع لترضي عملائها وتجذبهم باستمرار وتضمن ولائهم .
ما الذي يدفعك أن تشتري منتجا معينا دون اخر؟ كلنا يستطيع القول وبمليء فمه أن طبيعة المنتج وصفاته وسعره واسم الشركة وخدمة العملاء بشكل متميز يدفعني أن اشتري ذلك المنتج وأن أغض الطرف عن منتج اخر .
هكذا هي المؤسسات المتميزة , تقدم منتجا فريدا , سعرا منافسا , تصنع لنفسها مساحة وعلامة تجارية عالمية , ولا تألوا جهدا أن تكرر التواصل مع عملائها لتضمن رضاهم وولائهم لمنتجاتها.
وهذا النوع من المؤسسات هي التي تبقى في عالم اليوم , تستطيع أن تنافس , تمتلك أدوات النزال في سوق غمرته بعض المنتجات الرديئة وغير معلومة المصدر .
وان مصر وجميع بلدان وطننا العربي , وشعوبنا قاطبة تتطلع الى هذا النوع من المؤسسات التي تقدم خدمات وسلع متميزة , تزيد من حجم صادراتنا العربية وتقلص من ذلك العدد الهائل من المنتجات والسلع المستوردة التي تستهلك اقتصاداتنا , ومن ثم سيعود ذلك علينا بالنفع والازدهار.
العديد من النقاط حول المؤسسات المتميزة لم نناقشها بعد , وسوف نتعرض لها ان شاء الله في الحلقات المتتالية من هذه السلسلة … في أمان الله