اذا لم تتعلم , فلن تبقى , لأنك باختصار لن تصبح الأصلح ولا الأقوى …! جميعنا نتفق حول هذا المفهوم , فلو تمثلنا أن مؤسساتنا المصرية الحكومية والخاصة , هي مجموعة من الأفراد , فانه يلزمهم وبشكل مستمر أن يتعلموا كثيرا ويحسنوا أدائهم أكثر فاكثر , والا فلن يكون لهم مكان في قائمة الأصلح والأقوى . ولكن دعونا بداية نعرف معنى ( المؤسسة المتعلمة ) , انه مصلح اداري ليس بالقديم , بل أن أول من استحدثه مؤسسه كريس ارجيرس , ويعني هذا المصطلح ( تلك المؤسسات التي تسعى للتحسين المستمر وايجاد اليات عمل جديدة لتطوير أداءها المؤسسي وخدماتها , وكذلك ايجاد بيئة عمل تسعد موظفيها وتستغل طاقاتهم وأفكارهم الابداعية ) لعلك الان تنظر الى كلماتي وكأنك في حلم , تظن أنه بعيد المنال ولن يتحقق أبدا .
ولكن مهلا ,فان كل دول العالم تسعى في الفترة الأخيرة الى نشر الوعي بمفهوم التميز والمؤسسة المتعلمة كأحد أركانه , وتركز مفهموم المؤسسة المتعلمة في مجموعة من الركائز الأساسية والتي منها ما يلي :- أولا : تمكين الموظفين من التفكير والابداع وابداء الاراء الجديدة التي من شأنها التطوير المستمر ثانيا : الرغبة في التغيير , من حالة المزيد من الأقلام والأوراق وتداخل العمليات الوظيفية , الى تبني منهجية الأتمتة ( بجعل العمليات تسير بالية اتوماتيكية تضمن السرعة , والدقة , وتوفير الوقت والجهد على المستفيدين من الخدمة ) ثالثا : التعلم الدائم من الأخطاء لتجاوزها , وليس بفرض النظريات الحالية من باب ( أنا لا أخطيء أبدا ) , ولكن من باب التعلم من أخطائي ومن أخطاء غيري من الأستفادة من انجازاتي وتطويرها , وكذلك التعلم من انجارات الاخرين .
قارئي العزيز , أيا كان موقعك , رئيسا كنت أو مرؤسا , تعمل بالقطاع العام أو الخاص , أيا ما كنت , رجاءا اعلم ( أن شيئا في هذه الحياة ليس بأفضل شيء على الاطلاق , فما كان جيدا بالأمس ان لم تحسنه اليوم فلن يكون جيدا أبدا غدا , وما كان سيئا اليوم أن لم تتعلم تصحيحه وتطويره وتحسينه فسوف يكون وبالا عليك وعلى مؤسستك ) احرصوا على بناء مؤسسات قويه تدعم بلدكم مصر وتحقق رؤيتها المؤسسية 2030