#العملية
الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور.
دون التطرق لتفسير الموت و التشكيك في تسمية غياب الوعي بالموت بسبب النوم أو الخدر .
قد كان موتا...
فقد استطاع أحدهم أن يغرس بضع الحقن والمخدرات في وريدي مما أفقدني الوعي في ثوان معدودة .
قد ماتت مقاومتي وسكنت ثورتي ...
الآن يستطيع أن يفعل ما يحلو له. ذاك الملثم المجهول الذي لم أحضر تخرجه من الطب ولم أشهد قسمه.
بكل رضا واستسلام سافرت اليه و سرت منفردا الى غرفة العمليات ليشرحني.
....
الحمد لله الذي أحيانا، بعدما أماتنا واليه النشور.
الحمد لله مازال بامكاني التحرش بالأفكار ومضاجعتها.
الحمد لله مازلت ببلاد أتحدث لغتها. مازال بامكاني أن أثور، أن أصرخ عاليا آآآه ولكني أفضل، الحمد لله.
هاهي الأصوات تتصارع خارجي لأسمعها... وتحاول الأنوار أن أدرك مايحترق فيها لأرى.
ها هي الدنيا التي كنت على أعتاب الخروج منها (برضا ) تتوسلني أن أستعيد وعيي وأدركني بصورتي وجسدي وأفكاري ... وأدركها.
الحمد لله الذي أحياني بعد ما أستعمل واحدا أو كثير من خلقة لأظن أنها النهاية.
يا أهلا بالمعارك. ويا مرحبا بالتحديات.
لا ضير من قليل الألم ليؤكد أننا أحياء. فاللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به.
سبحان الله الذي أضحك وأبكى... فرغم كل هذا الحماس للرجوع الى الدوامة بروح متجددة ورضا، ويقين باختيار الله. إلا أنني فكرت أن أختار الحل الأول الذي غالبا ما يختاره كل الأطفال عند النزول للدنيا...
قد كان متاحا أن أتخلص من كل هذا الهراء... قد كان متاحا أن أذهب إلى رحمة الله التي ذقت منها هنا 1% . ولكنه سبحانه اختار لي الإفاقة فالحمد لله.