كان أحدهم في براح لا منتهى له ، وعنده من الامكانيات ما يجعله حرا ينتقل كيف يشاء ، من هنا إلى هنا إلى ما لا نهاية له . حتى أنه جلب لنفسه كل ثمرات الترحال من رؤية أشكال لم يخطر بباله أنها موجودة وأنماط وأساليب حياتيه متباينة ... وكأنه انتقل إلى كوكبٍ آخر  ... وكل هذا التنوع في كل شيئ على الأرض ذاتها ! ...

حتى التقى بـ #سجين ....
كان قبلها التقى بسجناء كثيرين من سجنى العجز والمرض والفقر وأحيانا  #المذنبون . لكن سجينه الأول من سجناء الرأي كان #النقطة_الفاصلة

يتلخص لقاء #الرحال وأسير الأسوار في أثر الفراق على النفس . فقد لخص السجين أنواع الفراق من خلال تجربته وسرد أمثله لفرحته لفراق صديقه الذي خرج إلى البراح و أُعلنت برائته . وصدمته لفراق آخر قد أعد نفسه ليتخلص من بلاء الدنيا إلى رحمة خالقها على #مقصلة .
وغيره يفارقهم أمام أعينهم بلا مقصله ولا حكم إعدام . وغيره يعاني آلام المرض أمام أعينهم أيضا ويفارقهم إلى غيبوبة بلا #موت .
وآخرون أحياء - روحا وعقلا -واختاروا أن يغيبوا عن الواقع إلى #خزعبلات . وغيرهم لم يختر ولكنه بالكامل غاب عنه عقله وذاكرته .

يسرد #السجين صداقاته ووصايا أصدقائه قبل الفراق أو قبل الموت ثم ينتقل إلى فراق #الأماكن فالنفس تتعلق بالأماكن كالأشخاص ويقول بأنه مهما كان من خير في الصديق أو المكان ... يأتي الفراق ومهما كان العذاب والذكريات التي يجزع العقل تذكرها للصديق أو المكان ... يأتي الفراق. 
وأن الحقيقة في ظاهر الأمر وباطنه هي الفراق و الوجه الأصدق للحياه
هو الموت .

وأن ممارسة كل ما يمارس يولد خبره . وبعد القليل من الخبرة في تجربة الفراق تجد #الإنسان شيئا كالجماد - يصرخ ويبكي بكل ما أوتي من قوة - حين جرّه من مكان إلى مكان وبعدما ينتقل ... يترك نفسه للدنيا تستغله كيف تشاء وارادته كلها لا تخدمه
بل تخدمها . فهو إن يصمد ويثبت في مكانه فهذا يجعله صامدا ... ولكن في المكان الجديد ومع أصدقاء جدد .

كان هذا اللقاء هو الدرس الأول للتلميذ المجتهد في مشاهدة الدنيا .
المشاهد الراحل دائما عن كل ما يألفه والمغير لكل ما لا يعجبه بأن يرحل عنه .
اكتشف حينها أنه أيضا #سجين_فكرته وأن رحيله وترحاله جعل من السفر ذاته صديق كما الأشخاص والأماكن .

فـ   رحل  !!!