الرجل تكمله الأنثى ، والأنثى كمالها الرجل فالعلاقة بينهما هي اما حياة نشيطة مبهجة في غالب طبعها او حياة مملة متكررة توصلهما للجحيم.
والاعزب ذلك الكائن الغريب الذي لا يعرف طعم البهجة الكاملة والجحيم الحارق ، فهو يعيش في المنتصف بينهما في حالة وسط.
يقدس أشياءه الغريبة ويستمتع بترك الجينز على الطاولة وإقفال أبواب الخزانة التي لا يحب ان يراها مفتوحة ، ثلاجته مرتاحة تستطيع التنفس فلا يوجد فيها الا بعض العصير والفواكه والخبز ، وتختلف علاقة العزاب مع المجلى فبعضهم تربطهم مع المجلى علاقة حميمة في الصيف وباردة في الشتاء والبعض الاخر يكرهه كره العمى.
الأعزب يستطيع وضع تلك الصورة التى تصوّر الحرب من العصور الوسطى دون ان يخبره احد انها تعطي طاقة عكسية فهو يعلم انه ما ان يدخل بيته فهو في حرب مع ذاته ، ذاته الكسولة التى تحب الاستمتاع بتفاصيل قصة تافهة يسردها احد الكتاب عن شيطان الفلسفة المؤثر في حياة هتلر .
او يمسك مزماره المُقلد الذي يصدر تلك الأصوات النشاز ولكنه يستمتع بها وحده وينظمها على طريقته، بل ما اجمل ان يضع القهوة على النار لتفور ويترك رائحتها تفوح في مطبخه ، او ينسى فحم بخوره مشتعلاً حتى يذوب الفحم على عين الغاز و ينسى غسيله داخل الغسالة لمدة يومين دون ان يخرجها فيطّر الى غسيلها مرة أخرى والمغامرة الاصعب ان تدخل لتأخذ حماما ساخناً ولكنك تكتشف ان السخان لا يعمل او تنسى روب الحمام في غرفتك بعد انتهيت للتو من اخذ ذلك الحمام ولا يوجد احد ليناولك اي بشكير . انت وذاتك فقط في مغامرات لا تستطيع الكتب ان تحملها ، ذاتك التى تحادثك عن أحلامها وطيشها وتقف انت هناك تضحك عليها وعلى روحها الجميلة التى تودعك بقبلة صغيرة على خَدَّك عندما تمسك أُكرة بابك لتخرج الى ذلك العالم الذي لا يهمك أبداً .
العزوبية ليست حالة ، العزوبية هي مقدرتك على التعايش مع ذاتك.
مع التحية