⁃لماذا هذا المقال في هذا اليوم بالذات؟ و لماذا يتكلم عن السعادة الذاتية لا غيرها؟ كلها أسئلة قد يسألها القارىء فور رؤيته للعنوان.

⁃سأجيبك عزيزي القارىء بأني تفكرت و نظرت في هذا العيد - عيد الأضحى المبارك - فإذا هو مختلف عن سابقه. أعني عيد الفطر. لقد شاء البارىء - جلَّ جلاله - أن نقضيه دون اجتماعاتٍ و لا زيارات. حيئنذاك و عندما أمضيت عيدي بين أفراد أسرتي دون زياراتٍ للأقارب أدركت أننا بإمكاننا صنع سعادتنا بذواتنا دون الإعتماد على آخرين. دون أن يكون هناك عامل خارجي يتحكم بها. يتحكم بسعادتنا الخالصة. و على الرغم من الظروف وقتها إلا أنه من أجمل الأعياد التي مرَّت عليِّ و لله الحمد.

⁃و لذلك اخترت أن يكون #مقال_العيد عن السعادة الذاتية.

- يقول الكاتب توماس أوبونج: « إن كثيرا من الناس ينتظرون شخصا ما أو حدوث أمر ما ليصيروا سعداء، في حين أن السعادة هي أمر داخلي. إذا كنت تتوقع أن يجعلك الآخرون سعيدا، فسيخيب أملك كثيرا »

⁃الكاتب نفسه يبعث ببعض النصائح لصنع سعادتنا الخالصة:

⁃ « أنت مسؤول عن سعادتك ورضاك عن نفسك، وذلك يعني عدم إلقاء اللوم على الآخرين حينما تكون تعيسا. ويعني أيضا معرفة طرق السعادة رغم سلوكيات الآخرين السلبية ورغم التأثيرات الخارجية » .

⁃« لا أحد يستطيع أن يجعلك سعيدا، ولا يمكنك أن تجعل أي شخص آخر سعيدا. بدلا من التطلع إلى السعادة من خلال شخص أو وظيفة، أو عامل خارجي، ركز على كيف يمكنك منح المزيد من السعادة لنفسك. عندما تترك سعادتك بين يدي شخص آخر، فسوف ينتهي بك الأمر إلى الاعتماد عليهم وعندما يغادرونك، ستصبح فارغا من الداخل » .

⁃ « لا تنخدع بسهولة بسبب الظروف غير المواتية. فالسعادة اختيار، وأنت لديك القدرة على التحكم في مشاعرك. لا تدع أي شيء أو شخص يسرق سعادتك، كما يجب عليك إسقاط الناس السلبية من حياتك. اختر القيام بمزيد من الأنشطة التي ستجلب لك السعادة طالما أنها لا تضر بجسدك وروحك » .

⁃كما أنه يمكنك تدريب دماغك على الشعور بالسعادة و نبذ السلبية و البحث الأشياء الجيدة حولنا. و لذلك يقول عالم النفس العصبي ريك هانسون: « نظرا لأننا ندرك كيفية عمل الدماغ، فإننا ندرك أنه يمنحنا القوة لتغيير رأينا بطرق عديدة »

⁃و احذر من أن تكون سعادتك في يد غيرك. فإنهم حيئنذ يحددون متى يمكن أن تكون سعيداً. اطلق عنان نفسك لتبحث جيداً عن سعادتها الخالصة النقية من شوائب الإعتماد على الآخرين و ستجدها.

⁃و يقول الفيلسوف جيمس أوبنهم: « الأحمق يبحث عن السعادة في الأماكن البعيدة، والحكيم يصنعها تحت أقدامه » و لقد صدق. فإن لمن الحكمة البالغة أن تصنع سعادتك و أن لا تبحث عنها بعيداً.

⁃إن أعظم السعادة هي تلك التي لا تحتاج إلى عاملٍ خارجي لتحدث. يمكنك صنعها من اللا شيء. لا تتعلق بمادَّة أو أسباب. هي السعادة الخالصة من قلبك ، النابعة عن روحك. التي تخرج صادقةً من أعماق ذاتك. تلك هي السعادة الحقيقية و لا ينالها إلا ذو حظٍ عظيم.

⁃كل عام و أنتم بخير. كل عامٍ و أنتم تصنعون سعادتكم بذاتكم دون الحاجة إلى عواملٍ ماديِّة.كل عام و أنتم تعيشون سعادة حقيقية بإذنه تعالى.