وكأني كهل اتكأ على عكازته يرمق بنظره اثار مدينته العامره التي لطالما لعب بها طفلا

نظرة وداع اخيره يظن انه لالقاء بعدها

هذي اللحظات تختلج بها سعادات الحياة بزفرات حزن الماضي ومآسيه

كأن كل شي مر به لم يلبث الا عشية او ضحاها

نظرته تختصر كل لحظات الحياه بمدها وجزرها بحزنها وفرحها

يتخيل وجوه العابرين وجوه من كانوا هنا كانوا جميعهم في هذه المحطه التي لم تكن يوما مستقر. رحلوا الى مستقرهم بعد ان اقلهم قطار الحياة هناك حيث لا شي الا هم

اخذ يتذكر اسماءهم وملامحهم التي توارت عن الانظار ولكن لم تتوارى عن ذكريات التصقت بها وتشبثت الى الابد

نظر نظرة الى السماء وهو موقن ان قطار رحلته لن يتأخر وان انتظاره لن يطول وان مكوثه في هذه المحطه لن يستغرق الا بضعا من ايام او شهور

هنا كل معاني الرحيل تجتمع الرحيل من المعلوم الى المجهول الى حيث الراحه الابديه ......او كما نظن بل نوقن ان قدر الله كله خير .....

فكل واحد منا لابد له من التفاته في لحظة رحيل يرمق بنظره ماضيه واطلال ذكرياته متكئاً على حسن ظنه بربه ويقينه بأن قطار رحلته القادمه سيقله الى عالم افضل ...اجمل ....اروع بكثيييييير من عالمه.

فإذا استقليت قطارك ومضى متجهها الى هدفك فلا تلتفت خلفك واجلس على مقعدك منتظرا ساعة وصولك وارم خلفك كل مامضى وتنفس بعمق من شهيق الحياة وتمتع بلذة اكسيجينها .....