لقد كان الحياة الاجتماعية قبل مجيء الاسلام مليئه بلكثير من العادات والتقاليد التي لا يقبلها العقل البشري السليم حيث نرى ان العصبية القبلية كانت على اشدها وقوتها في عهدهم وكان النسب هو من اقوى واشد عوامل التقارب والتماسك بين الافراد وكان من يولد في عشيرة مشهوره ولها اعيان متبعون وشيوخن معرفون وتكون معروفه بحسبها ونسبها فأن هذه يعيش طوال حياة عزيز اما الذي يولدفي عشرة ضعيفه لا تملك اعيان معروفين وليس لها وجهاء معينين فأن هذه سوف يعيش حياة حر وليس عزيز فاذا تعرض الى احد افراد العشائر القويه سوف يلاقي اشد العقوبات واذا طالبت عشيرة بذلك ايضا سوف تنال ابشع مما نال

حقا كانوا ينصرون اخاهم ظالما او مظلوما وغير هذه الامر فيما بعد عندما جاء النبي محمد ﷺ الذي غير هذه الفكر العقيم ووضح المطلوب من هذه القول حيث قال ﷺ ( انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أو مَظْلُوماً ) يُروى أنَّ النبي ﷺ قالَ هذا فقيل : يا رسولَ الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ؟ فَقَالَ ﷺ :( تَردهُ عَن الظُلم ).

شدد الإسلام عن نهي العصبية القبيلة وان الجنة لاتدخلها بالأنساب فمثال : كان أبو لهب من اشراف قبيلة قريش وكان عم الرسول لكنه  ( سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) (المسد_٣)

و بلال بن رباح عبد حبشي أسود سمع الرسول ﷺ  خشخشة نعله في الجنة قال النبي محمد ﷺ ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ مَاتَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ).وصدق الشاعر اذ قال

فلا تحسب الأنساب تنجيك من لظى

و لو كنت من قيسٍ وعبد مدانِ

أبو لهب في النار وهو ابن هاشمٍ

وسلمان في الفردوس وهو من خراسانِ

اما النساء في الجاهلية فكان لها تأثير فهي كانت سبب اشعال نار الحرب والقتال بين القبائل او شاءت جمعت شملها وكان ارتباط الرجل بالمرأه يتم بعقد الزواج تحت اشراف أولياء امرها هذه الامر مقتصر في عؤائل الاشراف وهناك انواع اخرى من الاختلاط فليس بوسعنا ان نطلق عليها الا بالدعاره والفاحشة حيث يروي ابو الدرداء  أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع به الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم .

وكانوا اهل الجاهلية يعددون بين الزوجات من غير حد معروف وكانوا يجمعون بين الاختين وكانوا يتنزوجون بزوجة آبائهم وإذا طلقوهم او ماتوا عنهم وكان الطلاق ليس الى حد معين وكان الزنا شائع في جميع الاوساط الا افرادا كانت تأبى نفوسهم ولا يقع في هذه الرذيلة اضافه الى ان النساء كانت لا ترث في الجاهلية ومحرومه من الكثير من الحقوق التي جاء الاسلام مكرمه واعزها وانقذها مما كانت فيه من ظلم . هكذا كان وضع المجتمع الجاهلي قبل البعثة النبوية