عَوْدِه الْوِلاَيَات الْمُتَّحِدَة إلَى الْمَسْرَحِ السِّياسِيّ الليبي
الولايات المتحدة تعود مرة أخرى إلى المسرح الليبي في أجواء صراعات الدول الإقليمية المحيطة بالدولة الليبية وهي في حالة التأهب على مصالحها النفطية لتشير الدهشة في نقوس المتصارعين على خيرات ليبيا العظيمة.
في حين غفلت الصراع الإقليمي تعلن واشنطن عن خطة لنزع السلاح من الأراضي الجنوبية بالمنطقة الساحلية في قطاع بين سرت وبنغازي، وهي منطقة حرة لإعادة أنتاح الموارد النفطية الليبية إلى حال طبيعتها الأولى في خضم حالة تقسيم البلاد بالحرب الأهلية القائمة والمستمرة حتى اليوم.
ورجوع الولايات المتحدة إلى المشهد السياسي اليوم يعتبر خرقا لمصالح روسيا المتواجدة بثقل الكبير في الشأن الداخلي الليبي والذي يسبب إزعاجا كبير لمصالح الطاقة الليبية إلى أمريكيا، وهذا يعني تذكير القوى الإقليمية بأن أمريكيا لها موضع قدم في الأراضي الليبية.
تواصل الولايات المتحدة بالشأن الليبي الذي يعمل على تعزيز دورها الرئيسي ولا يمكن التصور إن اللعبة الليبية تدار بدن وجود الولايات المتحدة الأمريكية كقوى فعالة وليس بيد بوتن، والدولة الروسية في فكد النزعات الداخلية ووقف الحرب الأهلية.
حيث أن الحرب الأهلية القائمة اليوم لا يمكن لأحد أن يستفيد منها وهي مضيعة خيرات وثروات وأرواح الشعب الليبي الذي زج به في حرب أهلية خاسرة لكل أطراف النزاع ، فجب علنا الخروج من هذا المأزق العسكري والرجوع إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية الشرعية وفقا لدستور الدولة الليبية الشرعية.
عودة الولايات المتحدة إلى الملف الليبي لحظة تاريخية تعمل على استرجع الحياة المستقرة مرة أخرى في ليبيا بعد تشرذم الدولة الليبية من بعد سقوط النظام السياسي السابق ودور وتشكيك فاعلية الولايات المتحدة في المنطقة البحر الأبيض المتوسط.
ولهذا الأسباب كان دور الأمريكان مطول وطويل من قبل ومحفوف بالحذر والترقب لما يجري في الدولة الليبية بعد انتهاء النظام السابق الذي كان العدو الدود لها ولمصالح أمريكيا الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط.
لقد انتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه اللحظة ليستفيد منها أمام مأزق ليبيا الحالي من صراعات إقليمية ودولية حول ليبيا والتي تشير أن ليبيا اليوم تحت الرعاية الأمريكية، وأنها بات مصدر إحراج لمحور الصراع الإقليمي.
تواصل الولايات الأمريكية في عمق الأزمة الليبية التي سوف يعطيها أكثر مصدقيه من ناحية الطاقة الليبية وان واشنطن سوف تتحمل مسؤوليتها تجاه الحل السلمي والعود بليبيا إلى الحالة الطبيعية التي كانت عليها قبل سقوط النظام السياسي السابق.
اليوم اللعبة الليبية في يد الولايات المتحدة الأمريكية و بالعود إلى المسرح السياسي الليبي، كان الانتظار من الكثير بالعودة مرة أخرى بعد تخليها عن الملف الليبي عدة سنوات مضت ومن إنشاء منطقة منزوعة السلاح خطوة أولية تعمل على إرجاع ليبيا إلى الساحة السياسية العالمية.
ليس الآن توضيح ما تريد الولايات المتحدة الأمريكية والذهاب إليه لغرض هذه المنطقة المنزوعة السلاح لتم الرد على التدخل الأمريكي في الشأن ألدخلي قاب قوسين أو ادني، وان تقدم مصر أو روسيا أو تركيا أو الآمرات العربية تحتاج النظر إلى الفاعلين الإقليمين الذين يقاتلون من السراج أو مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي.
الرد على هنا عندما يكون هنالك عمل تركي يهدف إلى غزو سرت أو نحو منطقة سرت ستصبح هناك حرب مستمرة، وأمريكيا بتواجدها الثقيل في الشأن الداخلي الليبي يكون استجابة لمطالب الشعب الليبي.
ولكن كيف يكون الرد مع تواجد الولايات المتحدة في العمق الليبي، رد فعل الدول الأخرى في ليبيا من بينها تركيا ، مصر ، الإمارات العربية وفرنسا، لن يكون الرد عليهم بطريقة فعالة ورادعة، وإنما الدبلوماسية الأمريكية الفاعلة هي التي سوف تحقق الاستقرار في المنطقة الشرق الأوسط وفي ليبيا بالذات.
جميعا من هذه الدول الإقليمية لها جهات فاعلة مختلفة ولها اهتمامات مختلفة في ليبيا ومصر قد هددت بالتدخل ضد تركيا في حالة التقدم نحو سرت، ومن ناحية أخرى ، تواصل الآمرات العربية أيضا تزويد المشير خلفية حفتر بالأسلحة.
وأما فرنسا وايطاليا لهم العديد من المصالح المختلفة، ويريدون موارد الطاقة الليبية ولقد تعددت المصالح على موارد هذه الدولة الليبية وأنهم جمعا فاعلون يملون على مصالحهم مما يعتمد مستقبل واستقرار الدولة الليبية في تحريك مصالحهم الخاصة.
كيف لنا الخروج والعثور عن مخرجا لهذه الأزمة الليبية التي تمر بها بلادنا من صراعات إقليمية ودولية وحرب أهلية أحرقت الأخضر واليابس؟ يعتمد مستقبل البلاد على تحركات النخب السياسية والعسكرية والأمنية في البلاد خاصة أن الدول المحيطة والبعيدة جميعها متعطشة على خيرات البلاد.
طريق جديد مصحوب بالتحدي ومواصلة الحل السلمي والرجوع إلى الدستور والقانون في تكوين الدولة الليبية المعاصرة ، فقد يتفاقم الوضع حتى بعد رجوع الولايات المتحدة الأمريكية إلى المشهد السياسي الليبي المتأزم.
بقلم / رمزي حليم مفراكس