محمد المطيري، صاحب أحد أشهر الحوارات على بودكاست ثمانية باسم "عندما سكنت المطار 22 يوما" والذي استمعت له حوالي ثلاث مرات أو أكثر ، التقيت ب محمد مصادفةً في مقهى احبه في حي الإزدهار بالرياض. رجل سمح المحيا مبتسم وبشوش، منفتح للحديث مع الكل وتتقاطر من فمه كلمات كالعسل لكل من يُحيه .افتعلت معه حوراً من لا شئ من أن أجل أقول له بأني أحد المعجبين بما يقدم وذكرت له بأني تعلمت منه "التعري" النفسي وأني أحاول أكون كذلك ما استطعت في التعبير عن نفسي.
في حديث محمد في الحلقة أنفة الذكر تحدث عن "خفوسه" التي يمر بها ، كلمة خفس أقرب معنى لها "حفرة" شارحاً بها حالات الإكتئاب التي ينزل فيها في سيره في حياته وثم يصعد وينزل بعدها وهكذا دواليك. محمد يستطيع أن يقول أمر بأيام جيدة واخرى سيئة كما كل بني البشر لكن وصفه مختلف لأنه إبن لخياله وتصوره عن حياته. وهو خيال نابع عن أصالة شعور بالتالي جاء بسيطاً وعميقاً ومختلفاً ، يشبه واقع صاحبه.
خلال هذه الأيام اتعافى من كورونا وهي إحدى خفساتي كما يسميها محمد ، بدأت هذه الخفسة من أشهر وما كان كورونا إلا فقرة من فقرات هذه الخفسة. المختلف في هذه الحفرة بدأت استدرك سلوكي وتصرفي عندما أكون في القاع .
في كل حفرة أنزل فيها أخرج تاركاً أحد مكتسباتي التي لا استطيع حملها معي وكأني أحاول النجاة بنفسي وكفى. اتذكر حلم في منامي يمر علي كثيراً حيث أرى نفسي في صعود ماشياً على قدماي وفجأة افقد القدرة على حمل نفسي والحركة ويخالجني شعور بالعجز وينتهي الحلم.
قبل هذه الحفرة التي امر فيها حالياً كنت احلل ماضيّ بأن حياتي قصص جميلة بنهايات مأساوية يتعمد فيها الكاتب أن ينهي قصته ويتركها لخيال القارئ، أو لديه خلاف شخصي مع بطل قصصه ويتعمد تركه في حيرة، أو لديه عجز في حل عقد رواياته.
في هذه الحفرة التي اعيش فيها حالياً اكتشفت بأني اتوهم هذا الكاتب الشرير لأيامي. واللوم على هذه الحفر العميقة التي تستنزفني ولا تسمح لي بالكاد إلا أن انجوا بنفسي خالي الوفاض.