متى يتحالف المرء مع الشيطان؟ حين يشعر بالخوف ، حين يشعر بالضعف والدونية وحين يطمع ويتعجل تحقيق أحلامه. وهذا يذكرنى "بمسرحية "Dr Fausts والعمل المصرى الأدبى "عفاريت عدلى علام" للسيناريست المصرى يوسف معاطى.
إن ما يحدث الآن هو نتيجة غياب الإستراتيجية المتكاملة، وإثيوبيا ترى نفسها الآن قوة إقليمية، وعلى العكس تماما فهى الآن فى غرفة الإنعاش ولديها 9 قوميات وجميع حركاتها الناشئة تسعى إلى الاستقلال، وهناك حاليا حالة تهجير عرقي سلمي بمساعدة أمريكية إسرائيلية."
فمن أين أتت أثيوبيا بكل هذه ا لثقة؟
1- تنوعت مصادر تسليح الجيش الأثيوبى بين عدد من دول العالم، أبرزها إسرائيل.ولم يكن التسليح الإسرائيلي لإثيوبيا وليد اللحظة، ولا أمرًا فرضته "الغيوم" التي ملأت "سماء" العلاقات بين القاهرة وأديس أبابا، ولكنها علاقة ممتدة منذ ستينيات القرن الماضي.
2- يُصنف جيشها كثالث أقوى الجيوش الإفريقية، رغم ضعف ميزانيتها العسكرية، التي تبلغ 0.8% من إجمالي ناتجها المحلي في 2016.عقد "موشي ديان" وزير الخارجية الإسرائيلي اتفاقًا سريًا عام 1977 -قبل سنوات القطيعة- مع حكومة إثيوبيا، لتوطين "الفلاشا" في إسرائيل، نظير إمداد أديس أبابا بالسلاح، لكنه لم يبدأ التنفيذ إلا بعد 7 سنوات تقريبا.وقوبل دعم " مانجستو " لتوطين "الفلاشا" في إسرائيل، وموافقته على هجرتهم القانونية بمعدل 500 يهودي شهريًا، بتقديم تل أبيب لأديس أبابا عام 1985، ذخائر سوفيتية الصنع، وقطع غيار تم الاستيلاء عليها من الفلسطينيين في لبنان، بقيمة 20 مليون دولار.
3-وفقا لتقرير واشنطن لشئون الشرق الأوسط نشرت إسرائيل نحو 300 مستشار عسكري على الأراضي الإثيوبية، وتدريب 38 طيارًا إثيوبيًا في إسرائيل.
4-وافتتحت إسرائيل سفارتها في أديس أبابا في 17 ديسمبر 1989.
قدمت إسرائيل لأثيوبيا وبالطبع لمواطنيها اليهود "الفلاشا" مزيد من المساعدات، ولكن هذه المرة في مجالات الصحة والاقتصاد الزراعي.
5- مع اقتراب نظام " مانجستو " من نهايته، وقبل فراره إلى زيمبابوي في عام 1991 هربا من التمرد الشعبي ضد نظامه، واستطاعت تل أبيب الحصول على إذن بتنفيذ جسر جوي يضم 41 رحلة طيران في إثيوبيا؛ لنقل ما يقرب من 15 ألف يهودي إلى إسرائيل مباشرة، نظير 35 مليون دولار، دفعتهم تل أبيب نقدا للرئيس الإثيوبي مقابل موافقته.
6- ملأت إسرائيل الساحة الإثيوبية، فيما تقلصت الفرص المصرية في التقارب مع إثيوبيا.
7- الكنيسة الأرثوذكسية مثلت لسنوات طويلة قوة ربط مهم بين مصر وإثيوبيا.. كنيسة أديس أبابا كانت خاضغة للسلطة الروحية للكرسي البابوي في الإسكندرية لـ 17 قرنًا كاملة، لكنها استقلت في خمسينيات القرن الماضي.
لكن لماذا تساعد اسرائيل أثيوبيا تحديداً؟
يمثل 15 مايو 1948، ذكرى أليمة في حياة العرب، حين أعلنت إسرائيل اغتصاب أرض فلسطين التاريخية، وإعلان قيام الدولة العبرية، لتعيش تل أبيب بعدها في شبه عُزلة، دعت إليها دول عربية وإسلامية، ودول عُرفت فيما بعد بـ"دول عدم الانحياز. فسعت إسرائيل لكسر هذه العزلة عن طريق تقديم المساعدات للأفارقة وعلى رأسها أثيوبيا.
كانت المساعدات العسكرية أولى المنح التي طرقت بها إسرائيل أبواب إثيوبيا؛ لتحقيق رؤيتها بوجود حليف إستراتيجي لها على البحر الأحمر، يساعدها في تأمين مضيق باب المندب، واستمرت أديس أبابا في الحصول على "عطايا" تل أبيب، حتى أصبحت إسرائيل واحدة من أكبر موردي المساعدات العسكرية إلى إثيوبيا.
ورغم إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا وإسرائيل، إبان حرب أكتوبر عام 1973، أرسلت تل أبيب قطع غيار وذخيرة للأسلحة المُصنّعة في الولايات المتحدة، وكذلك للطائرات المقاتلة من طراز "F-5" إلى أديس أبابا، وحافظت تل أبيب على تواجد مجموعة من مستشاريها العسكريين في العاصمة الإثيوبية.
لكن إعتراف صحفى لوزير الخارجية الإسرائيلي "موشيه ديان"، بتقديم مساعدات أمنية لإثيوبيا في صراعها مع إريتريا عام 1978، وهو الأمر الذي وضع إثيوبيا في حرج مع جيران القارة، بسب إعلانها المسبق قطع العلاقات مع إسرائيل، تنفيذا لقرارات مجلس الوحدة الإفريقية.حيث اتخذ " مانجستو هيلا مريام" الرئيس الإثيوبي " على إثرها قرارا بطرد جميع الإسرائيليين من بلاده.
ورغم استمرار قطع العلاقات بين تل أبيب وإثيوبيا- في العلن- إلا أن إسرائيل درّبت إثيوبيين في مجال الاتصالات عام 1983-في السر- كما قدمّت تدريبات عسكرية للحرس الرئاسي والموظفين التقنيين بجهاز الشرطة الإثيوبي في العام التالي.
لكن ما الحلول المتاحة أوالبديلة لهذه الأزمة؟
1-يجب خلال المفاوضات الجارية، الاتفاق على التشغيل بحيث يقلل قدر الإمكان من الآثار الجانبية.
2- على الحكومة المصرية إقامة بعض المشروعات أبرزها تحلية المياه المالحة أو معالجة المياه المستخدمة سواء الزراعة أو الصرف الصحي، بعد معالجتها طبقًا للمعايير العالمية.
3- التوسع فى حفر الأبار فى الصحراء، وعمل دراسة من خلالها يمكن تحويل مياة الأبار إلى مجرى النيل.
4- في الجانب الدبلوماسي قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن الحل الأمثل لمشكلة المياه هو الربط المائي والكهربائي وأيضا السكك الحديدية بين الدول الثلاث بما يخدم مصالح الدول، واكتمال هذه الخطة يتطلب خطة وفكر ورؤية واضحة ثم تحول إلى صيغة قانونية.