نتذكر جيدا اول ظهور للتوكتوك ومحاولات منعه وتصريحات الحكومة حول منع استيراده ومنع استيراد قطع غياره و لكن كل ذلك لم يحول دون انتشاره و تسلله الى كل شارع وحارة و زقاق و شبر في مصر .
ورغم كل ذلك لم تعترف الحكومة بالمشكلة وبالتالى عجزت عن حلها و بالتالى انتجت المشكلة مشاكل اخرى ترتبت عليها, فبعد ان كنا نشكو من وجود هذا الكائن المشوه في شوارعنا وشكله الغريب و الغير حضاري و الغير جمالي اصبحنا نواجه مشكلة اخرى وهى ان التوكتوك غير مرخص و من يقوده اطفال قصر وهذة مصيبة وليست مشكلة فقط.
فبعد ان فشلت الدولة في مواجهة الظاهرة رفضت ايضا في الاعتراف بها فلم تفرض تراخيص لتلك المركبات ولم تفرض عقوبات على مالكها اذا ترك قياداتها لاى فرد دون السن القانوني ولم تفرض اى اجراءات على من يمتلك توكتوك لا رخصة للمركبة ولا رخصة لمن يقود ولا حتى ارقام يمكن من خلالها ان نصل الى صاحب التوكتوك اذا ارتكب قائده جناية او جريمة.
الدولة تركت مواطنيها في مواجهة بلطجية التوكتوك وهم اسوأ كثيرا من بلطجية الميكبروباص لأن في النهاية الميكبرواص له نمر وله رخص وقائد الميكروباص له رخص ايضا لكن سائق التوك توك لا مطلوب منه رخصه قياده ولا رخصة للتوكتوك نفسه و ان ارتكب اى جريمة في عرض الشارع لا يمكنك ملاحقته ولا حتى تسجيل محضر ضده لان الدولة رافضة وضع نمر للتوكتوك وبالتالى سيحفظ المحضر لانه ضد مجهول.
رغم ان الدراجات البخارية وهى شخصية ومن يستخدمها لا يقوم بتوصيل الناس و اخذ منهم اجرة مقابل نقلهم مثل التوك توك لكن مع ذلك الدولة تشترط ترخيصها و رخصة لمن يقودها و ان خالفت ذلك تعرض نفسك للعقوبات التى قد تصل الى مصادرة الدراجة البخارية نفسها.
لكن التوكتوك فوق كل ذلك , التوكتوك في مصر كائن مشوه فوق القانون له الحق ان يسير في الشوارع وينقل الناس و يأخذ منهم اجرة دون اى رقابة او وصاية عليه من الدولة لا على من يملكه ولا على من يقوده.
لكن للامانه تعامل الدولة مع مشكلة التوكتوك هو منهج متبع في تعاملها مع اى مشكلة جديدة تظهر.
تجاهل للمشكلة ثم عدم اعتراف بها الى ان تصبح امر واقع ويجبر الناس على التعامل معها بشكل طبيعى.
كان من الممكن فرض تراخيص على التوكتوك وعلى من يقوده و وضع لوحات معدنية بنمر كل توكتوك كالمتبع مع السيارات او الدراجات البخارية لكن التوكتوك يفضح تعامل الحكومة البليد مع اى مشكلة و منطقها الاعرج في التعاطي مع كل جديد , فتتحول اى مشكلة يمكن حلها الى مجموعة مشاكل.
ولذلك التوكتوك في مصر يفسر كل الاشياء.