أنظر يميناً، أنظر يساراً، وماذا عن أمامك وحتى إن نظرت خلفك.فحولك وحولى ترى أشباه بشر. وصارت نسبة كبيرة من منازلنا ومعارفنا تعانى من هالات سوداء حول العينين، وبقع زرقاء مطبوعة على ذراعى أمل الأمة وعافيتها فتحولت تلك الأذرع إلى يد للشر تسرق لتكتفى رغم هوانها وتشتت فكر صاحبها وعقله. تواجهنا أشباح أشبه بالبشر، لا يملكون سوى ذكرى لما كانوا عليه، لا يفطنون ولا يدركون ما هم عليه إلا حتى ترتوى عروقهم بسموم المخدر. فلعنة الله على بائعها . فقد تاجر فى أعز ما يملكه وطن. ضيع أمل أمة متنكر فى ذى انيق وسيارة فارهة تراه نزيه عفيف، لا تظن به ظن السؤ أبداً. لكنه أمره يعلمه الله هو قاتل شباب وشابات الأمم العريقة وصديق وتلميذ نجيب لإبليس وجنوده. خير معين لأعداء الوطن.تاجر مخدرات لعين تخفى فى ذى رجل دين أو ناصح أمين فى نادى رياضى أو غير ذلك من الأبالسة البشرية لهذا الزمان ممن تفقوا على إبليس وأعوانه وجنوده.
وصارت فلذات أكبادنا أجسام وعقول خاوية. لا تبالى إلا بما يُسكن أوجاعها. يالها من فاجعة أن يتحول من ينوط به حماية الأهل والوطن إلى شخص عربيد يقتل ويسرق إشباعالغزائزه ونزواته.وما نملك صنعه كأهل لهذا الولد الذى لا نستطيع حتى تسميته بمجرم، بل نراه بالمقامالأول ضحية لمخططات ذكية وطرق صهيونية ملتوية نالت منا. يد تمكنت من شبابنا فزرعت الإدمان بالمخدرات والإدمان بشبكات التواصل الإجتماعى. عرفوا كيف يدرسوا المجتمعات نفسياً بشكل سهل لهم السيطرة على هذه المجتمعات ببساطة. أقنعوا شبابنا أنهم أقوى من شم الهيروين ,اقوى من الحشيش. فغاصت اقدامهم رويداً رويداً حتى ذابت وغابت عقولهم وصحتهم فىكهوف الإدمان المظلمه. صار شبابنا أشبه بخفافيش الظلام. نوم طوال النهار، ليحيوا مساءاً باحثين لاهثين عن ملذاتهم. فأضروا أنفسهم وهتكوا عرض المجتمع. ونال القريب منهم قبل الغريب كل الأذى والكأبة والحزن.
تخصص منظمة الأمم المتحدة يوم 26 يونيو يوما دوليا لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها وزيادة الوعى بالمشكلة الرئيسية التى تمثلها المخدرات غير المشروعة فى المجتمع،ونجحت السينما المصرية فى إلقاء الضوء على ظاهرة المخدرات، سواء عالم التجارة أو أزمة الإدمان، ففى عام 1931، قدم المخرج الراحل (توجو مزراحي) فيلم الكوكايين (الهاوية) بالتعاون مع النجم شالوم، الذى رصد من خلاله، تأثير الكوكايين وإدمانه على اتزان الفرد وصحته وسلامة جسده وقواه العقليه.
وشهد عام 1956 عرض فيلمين تطرقا إلى عالم المخدرات هما (رصيف نمرة خمسة) والفيلم الثاني هو (سمارة) ، ثم توالت عدة أفلام عن تلك الظاهرة منها فيلم (الأخ الكبير) من بطولة فريد شوقي وأحمد رمزي، وفي عام 1957 قدم مخرج الكوميديا فطين عبدالوهاب القضية بشكل ساخر، من خلال الفيلم الكوميدى (ابن حميدو)، حيث تطرق الفيلم إلى قضية التهريب واقتحم عالم تجار المخدرات بصورة كوميدية.
وفى عام 1980، ظهر فيلم (الباطنية)، والفيلم شهد نجاحا جماهيريا قيل إن بسببه قرر وزير الداخلية وقتها (النبوى اسماعيل) إبادة حى الباطنية واستمرت المعالجات فى السينما الشبابية، فقدم أحمد عز دور المدمن فى "بدل فاقد"، وآسر ياسين وأحمد الفيشاوى فى فيلمى "زى النهارده" و"خارج الخدمة". و ظهر فيلم "العار" عام 1982 وهو أحد أهم الافلام التي تطرقت الى عالم تجار المخدرات حيث ان الكاتب الراحل محمود ابو زيد استخدم مصطلحات تجار المخدرات في مجالسهم ،كما استخدم اسماء غريبة لشخصيات الاحداث، مثل بصبوص العتره، الدفاس،ابو دهشوم.
والزعيم عادل امام كان له دور بارز في تقديم عدد من الافلام التي تطرقت الى عالم المخدرات مثل (النمر والانثي 1987 وحتي لا يطير الدخان 1984) ، كما قدم أحمد زكي القضية مرة أخري في (الامبراطور عام 1990). حيث ناقش دور الكيان الصهيوني في ذلك من خلال حرب تدمير الشباب بعد فشل التدمير عسكريا ، لكن الفيلم الاكثر تعرضا للجوانب النفسية لتجار المخدرات من منظور خاص هو فيلم (ارض الخوف 2000).
فالأفلام بعضها يكون مبالغاً فيه وأخرى تكون مبنية على أحداث حقيقية، فإليكم أفضل الأفلام التي “تناولت” عالم المخدرات. Blow فيلم للنجم “جوني ديب” مستوحى من أحداث حقيقية، يجسد فيه دور شاب ترعرع في أسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة رأى والده يكدح طول العمر ولكنه لا يأخذ ما يكفي أسرته، لذلك يقرر “ديب” مطاردة حلم الثراء الأميركي السريع، وذلك بالمتاجرة في المخدرات، وينجح في الأمر عندما يستورد “الكوكايين” من كولومبيا ليحقق ثراء سريعاً وإمبراطورية كبيرة، لكنها تنقلب عليه في آخر الأمر لينتهي به الأمر مسجوناً.
ويحكي فيلم الدراما الجديد "فتى جميل" أو Beautiful Boy قصة أسرة تعاني مشكلة إدمان المخدرات لسنوات، أب يتكبد العناء بسبب إدمان إبنه. ويستند الفيلم إلى يوميات الكاتب الأمريكي ديفيد شيف ويحكي كيف واجه الأب مشكلة إدمان ابنه نيك. وتستعرض أحداث الفيلم الأوقات الصعبة والمؤثرة أحيانا في التعامل مع مشكلة إدمان الابن القارئ الشره والكاتب ذي المستقبل الواعد في الكلية، ولجوءه للعلاج قبل عودته مرارا للإدمان.
لا يعترف مدمني المخدرات بوجود مشكله تمثل خطر على حياتهم، ولذلك نجد صعوبة في إقناع مدمن للعلاج. ولكن هناك بعض الطرق يجب إتباعها مثل:
1- فهم شخصية المدمن
2- يجب أن تلتزم الهدوء قبل التحدث مع المدمن، مع ترتيب أفكارك حتى لا تثير غضبه.
3- توقع عدم الاستجابة عند مواجهة ابنك المدمن أو صديقك، ولا تيأس من المرة الأولى.
4- طلب المساعدة الطبية وتوقيع الكشف الطبي والالتحاق ببرنامج علاجي للتخلص من الإدمان.
5- عدم استخدام أسلوب الامر، والتهديد بالأشياء التي يحبها، لأنها لا تؤثر عليه ولا تحقق أي نتائج إيجابية في اقناعه.
6- إظهار الحب والثقة من خلال التودد إليه.
7- طلب المساعدة الطبية.
لكن ما هي العوامل التي تمنع المدمن من العلاج؟
توجد بعض العوامل التي تمنع المدمن من العلاج، منها عدم الرغبة في التغيير، والخوف من الأعراض الانسحابية، عدم إعترافه بوجود مشكلة، إعتقاده بأنه قادر على التوقف في أي وقت دون اللجوء لمصحة علاجية.
