بعض الأحاسيس والأفكار تصيبك بما يشبه...

 حشرجة الروح عند الموت ...

تظل تدب كالنمل في كل خلاياك...

 دبيبا صاخبا يدفعك للمزيد من ثورات الصمت...

صمت ثائر، لا يجرؤ شيء منك على اختراقه...

سوى أنفاسك الفزعة..

التي مازالت تحاول استراق كل ما يمكنها من ذرات الاكسجين.. طمعا في أن تسعف بها تجاويفك الموحشة ...

التي تكاد تحترق في لهيب من اللهفة و الرهبة...

بينما يتحرك الوقت ببطء في ممر طويل ومظلم...

لينتهي بنافذة صغيرة مغلقة...

تحاول جاهدة مقاومة وهج تمخض فكرة..

ربما تولد ميتة أو خديجة..

ربما .. 

كل شيء تحمله هذه ال(ربما) 

إلا النهاية السعيدة التي نريد...

الصوت مع الأحاسيس الفريدة التي يبعثها..

والصورة مع تفاصيلها الخلفية..

وكل الأشياء المميزة المسروقة من خط الزمن..

كلها وُجدت مخبأة في حوزة طيف من خيال غير أنه لم يخبر عنها أحدا سوى سراب يستحث القلوب المحترقة أن تلهث خلفه طمعا بقطرة تبل الصدى...

أن تكتب ...

تعني أنك تتنفس ...

 أن تكتب تعني أنك حي .. 

حياة بشر حقيقية، لاحياة أي كائن حي آخر ..

ماذا تكتب ؟ 

تعني بم تشعر ..

كيف تشعر ؟

تعني كيف تفكر...

 كيف تفكر ؟

تعني من أنت..

من أنت ؟

تعني أين كنت ؟

و أين أنت الآن ؟

وإلى أين ستذهب؟

نحن مجرد أفكار ومشاعر نتنفسها حروفا و نظرات و أحاسيس أخرى نحلق بها في الخلود ..

الصمت والتأمل يخبراني بكل شيء..

بالتفاصيل التي لا تُقال..

بما وراء الكلمات من معاني متخالفة..

بما تحمله الأنفاس من مشاعر متضاربة..

بما تخفيه القلوب خلف نبضاتها من رغبات متناقضة..

بما تفشيه العيون في التفاتاتها من أسرار توارت بين بريقها وانطفائها..

وما تحكيه الابتسامات بين ألوانها المختلفة من روايات غيبتها ملامح غامضة..

وما تأتلف به الأرواح من توق و شغف..

أو تختلف به من نفور وتلف..

 التأمل في صمت يمنحنا أجنحة لنحلق في فضاء اللاشعور مع أرواح نقية ترفرف في زهو 

و ترسل أنفاسها العبقة...

تبث وشايات شجية..

تبعث الخفقان في أفئدة لا يمكنها أن تكذب مادامت الأنفاس و النظرات تفشي أسرارها ..

ولكن الوعي والفهم لا يملكه إلا  من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!!

حنان اللحيدان