كتبت كثيراً عن النساء وكنت ضد التحرش بهن وأعطيتهن حقهن كملكات، فهن شغلى الشاغل لما لهنمن مكانة عظيمة أقدرها لهن ولدورهن. وكتبت ضد زواج البنات صغار السن وأوضحت أنها طفلة لا زوجة. وماكان هذا تفضلاً منى ، إنما هذا حقهن.فأنا القائل" أن حواء جنة أدم: فالزواج ليس سجناً أو أسراً، بل حياة شركة. فأنت تتزوج لا لتحصل على شيء بل لتعطي . ولذا وجب أن يكون البيت أسعد مكان في العالم للزوج والزوجة. إنه المرفأ للراحة والسلام والحصن في وجه الطمع والأنانية. إنه مكان تجديد القوة الجسدية لا بل هو أحسن مكان للراحة النفسية والسعادة الحقة."
فمن هن النساء عامةً ومن هن النساء المصريات؟ فالمرأة بطبيعة خلقها هي الطرف الآخر للحياة وقطب المغناطيس البشري وقاعدة الارتكاز الإنساني. وهي الأم والأخت والعمة والخالة والجدة والصديقة والقريبة ثم أخيرا الزوجة ورفيقة العمر .
فهى من تقوم بتربية الجيل الجديد بينما لا يتعدى دور أغلب الرجال دور الإشراف العام على تربية الأبناء نظرا لظروف العمل اليومى واضطرار الرجل قضاء يومه خارج البيت. ويزداد دورها هذا ويبرز أكثر فأكثر عندما تشعر بالأمان وتأخذ حقها من التقدير والاحترام.
فهي تواجه تحدي الزيادة السكانية وتواجه التحديات الاجتماعية والموروثات المقيدة، والمشكلات الأسرية، الصحية، والاجتماعية والاقتصادية. أن المرأة الأفريقية ليست فقط صاحبة قرار سياسي ولكنها رائدة اجتماعية صاحبة تجربة ومالكة للحلول من واقع ممارساتها العملية كمواطنة وربة أسرة وكذلك كمسئولة سياسية وقيادية يمكنها اتخاذ القرارات الأقرب لحل قضايا ومشكلات المواطنين.وبالتالى لا يمكن أن يتمتهميش دور المرأة العربية عامةوالمرأة المصرية بوجه خاص، رغم أن البعض من السياسيين والأدباء يروا أن هناك تراجع لدور المرأة في الحياة العامة والبعض الأخر يُرجع ذلك إلى أنه نتاج لمرحلة مخاض جديدة يمر بها العالم العربي. وحتى لو أن هناك ضغط غربي على المجتمعات العربية إجمالا للحد من إشراك المرأة في الحياة العامة، دون النظر إلى واقع واحتياجات المجتمع نفسه، فإننى أعلم علم اليقين أ، دور المرأة العربية لا يحتاج من يدافع عنه وذلك لأهميته وبروزه.وصدق أمير الشعراء حين قال الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
لقد شهدت الثورات العربية مشاركة إيجابية وبروزا قويا للمرأة، تمثل في خروجها للميادين العامة، ليس للمطالبة بالمساواة وحقوقها النسوية، ولكن للمطالبة بحقوقها المدنية, تلك الحقوق المتمثلة في الحرية والعدالة الاجتماعية ورفض الاستبداد، والرغبة في إقامة نظام ديمقراطي عادل يحترم حقوق الإنسان. تلك لا شك كانت مطالب المرأة، كما كانت مطالب الرجل. لقد وقفت المرأة تطالب بحقوق مواطنة كاملة، وليس بحقوق جزئية أو نسوية فقط. وهو الأمر الذي لفت لها الانتباه.
لفتت المرأة المصرية أنظار العالم بشجاعتها في ثورة 25 يناير، عندما وقفت بجانب الرجال في ميدان التحرير، مسرح عمليات الثورة، حتى سقط النظام. لكن مع مرور الوقت كانت المرأة محور الكثير من الأحداث، وأثارت جدلاً حول دورها في المشاهد السياسية المتلاحقة، التي كان أبرزها الانتخابات البرلمانية، وتشكيل الأحزاب السياسية، واحتجاجات الموجة الثانية من الثورة، وإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة، ومظاهر التحرش الجماعي التي تزامنت مع الذكرى الثانية للثورة.
فالمرأة المصرية صاحبة الريادة بين الدول العربية في خروجها إلى المظاهرات للمطالبة باستقلال أوطانها، فخرجت المرأة سنة 1919 للمطالبة باستقلال مصر عن الاحتلال الإنجليزي، وكانت المرأة رائدة في حث المواطنين على لنضال ضد الاحتلال، كما فعلت أم المصريين (صفية زغلول)، والمرأة المصرية هي أول امرأة عربية لها حق التصويت في الانتخابات، وكانت دائمًا في الريادة لحقوق المرأة، ولكن أكثر من 30 عامَ تهميشٍ من الأنظمة الحاكمة سمح بتقليص فرص المرأة في المشاركة في إدارة الشأن العام واستغلال ملفات وقضايا المرأة لتجميل صورة النظم المختلفة.
وكيف لنا ولمجتمعنا العربى أن نهمش دور المرأة عندما نقرأ رواية " أحببتك أكثر مما ينبغي " للأديبة السعوديةأثير عبد الله النشمي فالمرأة حين تحب، تحب بكل كيانها وهذا ما تعبر عنه الرواية من عطاء لا حدود له :"أجلس اليوم إلى جوارك، أندب أحلامي الحمقى.. غارقة في حبي لك ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حطامك..”، “أحببتك أكثر مما ينبغي، وأحببتني أقل مما أستحق!”
“كنت على استعداد لأن أصغر فتكبر..لأن أفشل لتنجح، لأن أخبو لتلمع..”، ونوعية حبها الذي لا يقدره بل يتجاهله أو يقوم باستغلاله لصالح أهداف أقل أهمية منه بكثير، وأقل قيمة. “ما زلت لا أدرك، لا أدرك كيف يتلاعب رجل بامرأة تحبه من دون أن يخاف للحظة مما يفعله نحوها!”
“الوطن الذي لو لم أغادره لما حدث كل هذا.. أتكون أنت عقابي على مغادرة وطن أحبني!..”،
وتشهد جدران المتاحف والمعابد على الحب فى زمن اجدادنا الفراعنه فقد تحررت المرأة الفرعونية أكثر عند الحديث عن حبها، مستخدمة شتى الصور البلاغية والاستعارية في قصائد شعرية جاءت أكثر حرارة ورغبة: "هل سترحل لأنك تريد أن تأكل؟ هل أنت ممن لا هم لهم سوى ملء البطن؟ هل سترحل من أجل الحصول على غطاء؟ لدي غطاء فوق سريري. هل سترحل لأنك ظمآن؟. حبي لك ينفذ إلى كل جسدي، كما يذوب الملح في الماء، كما يمتزج الماء بالنبيذ".
"ملكت شغاف قلبي، من أجلك سأفعل كل ما تريده عندما أكون على صدرك. رغبتي فيك كُحل عيني ، وعيناي تلمعان لأني أنظر إليك وألمس حبك، أيها الرجل يا من ملكت قلبي، يالها من لحظة هنية، عساها تدوم إلى الأبد" نص فرعوني
ولأهمية دور المرأة يجب
1- وضع خطط طويلة وقصيرة المدى لتفعيل دور المرأة في المجتمع، بدعم وإشراف من الحكومة ؛ للنهوض بالمرأة المصرية، لبناء مجتمع ديمقراطي.
2- محاولة تحقيق قدر من التوازن بين الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق المرأة التي وقعت عليها مصر، والخصوصية الثقافية للمجتمع المصري.
3- ضرورة أن تركز المنظمات المعنية بالمرأة على العمل على أرض الواقع، والاهتمام بالمشكلات الفعلية التي تواجه المرأة المصرية يوميًّا، وألا يقتصر نشاطها على الحديث عن المجال السياسي فقط والاهتمام بالظهور الإعلامي؛ مما يفقدها تعاطف الفئة المستهدفة بالأساس وهي المرأة.
4- ضرورة الحماية من الإيذاء والحماية من التحرش.
5- ضرورة وجود المرأة المؤهلة مهنياً للتعامل مع قضايا المرأة في المجالات المتعلقة بقضايا التحاكم والأمن والأمان من الاعتداء. كذلك نعلم أن التعامل مع القضايا الأمنية المتعلقة بالنساء تحتاج إلى سيدات مؤهلات مهنياً للعمل في أقسام بالشرطة للتعامل مع المتعرضات للتعنيف أو المبلغات اللاجئات إلى أقسام الشرطة للتبليغ عن اعتداء جنسي. وكذلك في السجون للتعامل مع الموقوفات والمقبوض عليهن في قضايا جنائية سواء المحكوم عليهن أو تحت التحقيق كإرهابيات أو متهمات.
6- ضرورة تنظيم المحاكم المتخصصة ومسؤوليات القضاء ومستجدات تسهيل تعامل القضاء مع قضايا الأسرة والمرأة، بما في ذلك تأسيس صندوق يفي باحتياجاتها المادية كالنفقة أثناء التقاضي.
وختامًا ؛ فإن قضية المرأة بشكل عام تتعلق بثقافة المجتمع، يحتاج الأمر إلى جهد ومثابرة لتحقيق وضع أفضل للمرأة المصرية على مختلف المستويات.
وأنا من دعوتالأزواج قائلاً:" أيها الأزواج، أحبوا زوجاتكم ولا تكونوا قساة عليهن. لا تسمحوا لهذه القساوة أن تزحف إلى البيت السعيد في وسط المشغوليات الكثيرة. اعتبر زوجتك كنزاً وهبك إياه الله. أحبِّها، أكرمها، اعترف بمواهبها، قدّر جهودها، احترم مشاعرها.عبر بحنو وإخلاص عن حبك لها كل يوم بأي شكل من الأشكال."