الخليفة كان بائعا للسميط !...
رحيم الخالدي
من الجيد أن يولد الإنسان كادحاً من عائلة لا تملك سوى قُوتَ يَومِها، ويعمل بجدٍ ويضعْ أمامه هدفٌ أكبر مما نتصوره، ويبدأ من بائع للسميط! ويعتلي منصب رئاسة الوزراء وأردوغان ذلك الطموح .
إنصف عدوك والإعتراف بالهزيمة صِدْقُ الرجال، وإسرائيل تأخذ كلام السيد حسن قائد المقاومة في لبنان على محمل الجد، لأنه إذا أوعد أوفى، وآخر كلام له في عام الفين وستة لحرب تموز عندما قال، "أعدكم بالنصر مجدداُ" جعل إسرائيل هي من تبادر لوقف النار التي بدأتها هي !.
يجب عدم نكران أن أردوغان نجح في إدارة الدولة، وأخرج تركيا من دولة تعاني الى مرتبة عالية، وهذا يحسب له وعدم وصفه بالفاشل، وهذا من الإنصاف بحقه، لكن أحلامه العثمانية أخذت به بعيداً ليعيش أحلام الدولة العثمانية! التي أسقطتها الإمبراطورية البريطانية، وتغافل عن وعود أمريكا له لا تتعدى مصالحهم، وما عداها لا تشتريه بفلس أحمر، لأنها تغلب مصالحها فوق أي شيء، ومثال ذلك "صدام "! عندما إحترقت ورقته أسقطوه غير آسفين عليه هو وغيره من القادة العرب، بينما كانت تعتمد على "صدام" إعتمادا كلياً، فبفضله جاء الأمريكان للخليج بأساطيلها وإستوطنوا، بعدما كان تواجدهم في الخليج كدوريات، وتوقيعهم معاهدات مع دول الخليج التي تسير وفق الرؤية الأمريكية، وما عمله أردوغان في الفترة الأخيرة ودخوله الأراضي العراقية بآليات ووحدات قتالية مدرعة وأفراد، حسب ما طرحه الإعلام يفوق عددهم الألف جندي، وكانت الحجج كثيرة منها محاربة الإرهاب أو حماية الموصل، أو تدريب البيشمركة، ولا يعلم أن مقر البيشمركة في أربيل! ورفض الخروج من خلال إعتراض الحكومة العراقية، والإجتماع الذي دار في بغداد مع الجانب التركي، توصل الى وجوب خروج تلك القوات، وبعد وصول الوفد لأنقره العاصمة التركية جاء الرد بعدم الإنسحاب! لكن ما يثير العجب بمجرد أن طلب الرئيس الأمريكي من أردوغان الإنسحاب تم التنفيذ! فما الذي جرى والإستجابة السريعة! بينما خسر الدبلوماسية وخرج بوجهه القبيح .
الحلم العثماني الظاهر أثر بشكل وأخر على رئيس الوزراء التركي، وجعله ينسى أنه يتوسل في سبيل الإنظمام لمجموعة الدول الاوربية! وهو اليوم يريد توسعة الأرض الجغرافية لدولته! ونسي ان كل الأوراق تم كشفها بواسطة المعلومات الروسية، التي تطرحها للإعلام بين الحين والآخر، والكشف الذي سيؤدي بسقوطه هو رعايته الإرهاب، وداعش بالخصوص، وما إسقاط طائرة السوخوي الروسية، الاّ دفاعه عن داعش وبأوامر أمريكية كون داعش يورد له النفط السوري والعراقي المسروق من الآبار لأنها تحت سيطرتهم .
الدفع التعويضي من قبل محور الشر الخليجي سينتهي يوما، والغاز القطري الموعود به لا يمكن أن يسد النقص، لان تركيا كانت هي القناة الرئيسية في توريد الغاز الروسي لدول أُوربا، ولا يمكن الرجوع الى سابق عهد، لان الشروط الروسية في حال التفاهم يمكنها أن تقسم ظهر تركيا، وهي لا تريد أن تكون خاضعة تحت رحمة بوتين، كونها لا تتلائم والتوجه التركي والعلاقة مع أمريكا، وهذا ما سيؤدي في قادم الأيام الى أزمات لا يمكن السيطرة عليها .
الظاهر أن روسيا بإجراءاتها سترجع أردوغان لمهنته السابقة لبيع السميط، وهو الحالم بأن يكون الخليفة الآمر الناهي، من خلال محاكمته ونجله من قبل القانون التركي إذا فسح له المجال، سيما أن أحد النواب قد فضحه على الملأ بإشتراكه بتزويد الإرهابيين "داعش"، بغازات مميتة تم إستعمالها على المدنيين السوريين العزل! ليتم إتهام الأسد بها، وغيرها من الأعمال التي قاموا بها، وأهمها سرقات النفط من سوريا والعراق والمتاجرة بها .