أستميتُ في قهر حالة الملل التي أشعر بها.. أكاد أجزم أن لا أمل في دحرها. وأتمنى أن أجد من يهبني لحظة من وقته ليقول لي كيف السبيل إلى ركوب صهوة المستحيل والسفر بها إلى مروج يمتد فيها الفرح مسافات ومسافات.

يقال أن السعادة قد تأتي من أبسط الأشياء, كتناول كوب من الشاي في لحظة صفاء, أو كتأمل الغروب حين تلملم الشمس جدائلها الذهبية عن متون الأرض, وهواء المساء يداعب فروع الأشجار, لترسل بدورها رائحة الحياة.

وقيل قد تأتي السعادة بمشاركة السهر مع من تحب و مغازلة النجوم للقمر في سماء أرض تعشقها وتموت لأجلها.

سماء أرضك لا تعادلها سماء, هي كما صدر الأم دافئ وودود., إحساسك بها لا يوازيه شيء في الروعة ولا يعرفه إلا من غابت عنه سماؤه. وأنا أكثر الناس معرفة بهذا الإحساس, إذ أني لا أنسى سمائي مهما شطّت بي الدروب عنها؛ هي في الوجدان لها لون ليس كمثله لون, ولها غيث برائحة الحياة تشجي النفس وتسعد الروح, يختلط بالتربة المزروعة بالجذور الضاربة في أعماق الوجود, فتأرج برائحة البقاء وديمومة الإنتماء.

مالذي أبعدني عن حالة الملل التي كانت تغرقني قبل ثواني معدودة؟ هل هو الأتيان على ذكر سمائي البعيدة!.. أم أن الحديث جر بعضه.