أنا لست نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان، أنا من أصيب في عمل أو من مرض أو في حادثة أو وراثة فلم أضعف ولست ممن استكان، أنا القانون والموظف والعامل والفني والتاجر والمزارع والطالب، أنا طه حسين وروزفلت وبيتهوفن الفنان، أنا من تخطّى صعاب الحياة ومشى قِدَماً لتنمية العمران. نظرات الشفقة أراها في أعينهم نظرات اليأس تنطلق وتصرخ مدوية من عينى . لماذا تعاملونني هكذا؟ كل ما أريده هو أن تعرفوا بأن لي عقلٌ يفكر وقلبٌ ينبض وصدقٌ يحكي قصة إنسان. فلا تقل إني معاق مدّ لي كف الأخوة ستراني في السباق أعبر الشوط بقوة.
أشعر بضيق ونبض قلب يحترق وخفقان يشتد أحس أن قلبي ينوي أن يخرج من بين أضلعي. تفقدت جسدي وأخذت أراقب وجهي بالمرآة، من أجل أن أتفقد الشحوب الساكن منذ عهد قديم تحت العيون وسط الجفون. غريب أمر هذه المرآة منذ سنوات أرى ذاك الشحوب يستوطن وجهي. منذ سنوات والعجز يدق حصوني ويقتل آمالي منذ سنوات وأنا طريح الفراش أسير الإعاقة. كم تمنيت أن أصحو يوماً من نومي وأجد ذلك المرض قد تلاشى قد اندثر.
أنا منكم ودمي من عرقكم أحبوني وساعدوني من فضلكم فصعوبتي لا تعني إعاقتي، سعادتي بوجودكم جانبي ومعي، وعذابي وألمي بغيابكم عني يا أحبتي، أما آن الوقت لأجد لي مكان في قلوبكم، إلى متى ستكون إعاقتي سبباً في معناتي، وُلِدت ولم أختر إعاقتي بيدي أتحاسبوني على ذنب لم أقترفه بنفسي؟ أبكي بشدة فتقهقهون بسرور وعندما أحتاجكم ألقى عطفاً مستورا.ً
من هو المُعاق؟
ليس من جلس على كرسي معاق، لا بل هناك معاق غيره هو معاق الأخلاق ومعاق العقل ومعاق الضمير والتفكير. فلا توجد إعاقة مع الإرادة. المعاق إنسان كسائر البشر له إحساسه وكيانه وتفكيره بل بسبب معاناته ممكن أن يكون أكثر إحساساً. المعاق إنسان طموح كسائر البشر لا يحب الهزيمة ولا يحب نظرات العطف والشفقة. المعاق يحتاج إلى من يفهمه ويمدّ له يد العون ويفتح له الباب على مصراعيه.
فأنا لم أتصل بأحد ولم أصرخ ولم أبدي أي اهتمام. من سيهتم بطريح فراش بمن سكن السرير سنوات؟! عدت من جديد بكرسي العجلات أنتظر نهايتي وسلمت روحي لبارئها أُمني النفس بالإنتقال إلى عالم آخر... عالم غير عالم. ربما تنتهي أحزاني وربما تبدأ مرحلة جديدة بمماتي أخذت أطرق على قلبي وأحثّه على مواصلة النبض الشديد واطلب من الله أن تكون نهايتي بسيطة لا أريد ألماً لا أريد جروحاً كفاني ما ذقته من البشر لذا آن الأوان لقلبي أن يفرح آن الأوان لروحي أن تتحرر
تسعى ألمانيا إلى توفير التسهيلات اللازمة لعملية اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع. واهتمام الساسة الألمان بالمعاقين أصبح أمراً مألوفا.ًوأصبح وزير الداخلية الألماني شويبله وزير برغم مشكلته الحركية. بالإضافة إلى دور الإتحاد الألماني لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة الذى أعتبر أن مستوى نضج مجتمع ما، يقاس بمدى حسن تعامله مع هذه الشريحة.
لذلك تعتبر ألمانيا بلداً رائداً في مجال ابتكار تقنيات حديثة تساعد المعاقين على التغلب على كثير من المشاكل التي تعترضهم، في وسائل المواصلات والمؤسسات التعليمية والمرافق الخدمية والطرقات.
من ناحية أخرى، يعد إدماج المعاقين في الحياة اليومية من الأهداف والشعارات السياسية التي كثيراً ما تكرر، لكن الاندماج الكامل بالطبع ليس بالأمر الهين، ويتطلب عملاً جاداً ليتحول إلى واقع ملموس. وقد بدأت ألمانيا في مواجهة تلك المشكلة بإنشاء رياض أطفال مشتركة، تساعد على اندماج هذه الشريحة من الأطفال مع غيرهم، لتبدأ معهم منذ الطفولة مسيرة المساواة.
وحثّ الإسلام على أن يُنادى الإنسان بأفضل الأسماء وأحسنها. لذلك سأتحدى ما تسمونه الإعاقة وأهزمكم يا أصحاب تلك النظرة سأثبت لكم وأثبت للعالم أن لدي كل القدرة على أن أكون ناراً تحرق البرود على أن أكون صاخباً يتحدى الجمود لن أنتظر وجوهكم العابسة لن أستجدي مشاعركم اليابسة انتظروني لأثبت للعالم أجمع أن من ابتلي بإعاقة الجسد حاله أفضل ألف مرة من الذي ابتلي بإعاقة الروح. فقد أوصى الله -تعالى- في عددٍ من الآيات الكريمة في القرآن الكريم بضرورة الإحسان إلى النّاس، ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصّة، فإنّ كيفيّة تعامل النّاس معهم يؤثر عليهم بشكلٍ كبيرٍ، ولذلك وضعت مجموعةٌ من الحقوق التي تعنى بتلك الفئة.
لأنّ تلك النّظرة الفوقيّة سوف تشعر ذوي الاحتياجات الخاصة بالإحباط واليأس، وبأنّهم لا يشكلون أيّ شيءٍ في المجتمع، بل يجب النظر إليهم على أنّهم أشخاصٌ أقوياءٌ قادرون على مواكبة العصر ومستجدّاته، وإن تأخروا في ذلك لظروفٍ منعتهم، ويجب النّظر إليهم نظرة احترامٍ تتخلل معاني الحبّ والرأفة والطيبة.
وحث الإسلام على إحترامهم، وإحترام حقوقهم، والأخذ بيدهم، ومعاونتهم في جميع ما يحتاجونه في أمور حياتهم، وكلّفهم بما يستطيعون فعله من الأحكام الواجب فعلها، حسب قدرتهم، فلم يكلّفهم ما فوق طاقاتهم وقدراتهم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ). وبيّن الدين الإسلاميّ أنّ النّاس سواءٌ لا فرق بينهم، إلّا بتقوى الله تعالى، فالتقوى هي المعيار الذي يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وعلى الإنسان دائماً أن يتذكر ذلك الأمر، ودليل ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
وتنقسم الإعاقة بالاعتماد على العضو العاجز، وتأثيره على نشاطات الشخص، وهي: الإعاقة الحركيّ،الإعاقة الحسيّة هي الإعاقة التي تصيب الحواس، الإعاقة البصريّةوالإعاقة النّطقيّة.
ويقع عاتق رعاية المعاقين على الدّولة بحكومتها، ومؤسساتها، وأفرادها الأصحّاء، فيجب تأمين السبل التي تسهم في مساعدة المعاقين على العيش بشكل طبيعي، مثل تواجد الممرات الخاصّة بذوي الإعاقة الحركيّة، وتزويد المركبات بمكان مناسب لهم، لتسهيل تنقلهم، ووجود إشارات معيّنة لذوي الإعاقة البصريّة يستطيعون تتبعها في المسير، بالإضافة لدعم الأسرة، والمدرسة لذوي الإعاقة.