يا عابرين استوطنوا.. 

هل في معابركم وطن!؟ 

هل تملكون له مفاتيحا ؟

أم هل تجيدون الغناء على الفنن؟ 

هل تملكون لخصبه بذرا ،

وهل تسقون بذرته دماء قلوبكم ، 

و دمع عيونكم؟ 

هل تمنحونه من أنفاسكم الهواء، 

ومن أشعة أبصاركم الضياء، 

ومن دفء أرواحكم النماء ؟ 

هلاّ نقشتم أسماءكم على جدرانه، 

وعلقتكم صوركم في أركانه،

 هلا أغلقتم أبوابه ، 

و خبأتم مفاتيحه تحت وسائدكم، 

ونمتم في وثير سويدائه هانئين  ..

هلا اختلطتم  بنبضه، 

 و استعمرتم تجاويفه

و امتزجتم بما يضخه للعالم من حب ..

يا عابرين استوطنوا

 يا عابرين استعمروا 

يا عابرين استثمروا 

وهل يجيد ذلك إلا الأنقياء ؟!

وهل يجيد ذلك إلا الأتقاء ، الأقوياء ؟!

هلا استوطنتم  معبركم 

و طهرتموه من أردان الغرباء ، 

هلا أنشدتم على نبضه ترانيم الخلود بألحان الوفاء ،

هلا حفرتم في ذراته تراتيل الحمية والإباء ، 

هلا  بنيتم حوله أسوار الأمان،  

و كتبتم عليها : 

ولي حبيب آليت أن لا أبيعه 

وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا ..

حنان اللحيدان