قد كان القلب منهلا للكلمات
وكانت الحروف نغما
يتراقص على أوتاره
لتعزف به أجمل الألحان
كان غضا
يهيم في عالمه الوردي
يغدق على البعض حبا
وعلى البعض الآخر أملا
يفوح شذاه أنى ذهب
ويبقى طيفه عالقا
عند كل من يعبره
فلا ينساه
ولكنه كان متعجرفا قليلا
مثقلا بكبريائه
يصمت
فلا يبوح
ويأسر في داخله الكلمات
كانت ملامحه مبهمة
قليلا
لا يقرأها الكثيرون
ولا يدركون ما يكمن خلف فصاحة حروفها
كان يظهر للعيان كسنديانة شامخة
بل كالخيزران
حيث ينحني للريح
ولا ينكسر
قد كان كذلك حقا
وقد عملت على ذلك كثيرا
ولكنه احتفظ بداخله
بفيض من براءة لم يشبها
شيء من الزمن