من الحكايات القديمة التي  أحب..

حديث أعمامي عن شجاعة أمي، وكيف إنها كانت لا تخاف أبداً!

وفي مرة قديمة جداً، قبل أن أمي تعرفنا، قبل أن تكون أم!

كانوا في البر، وكانت الدنيا ظلام. وتحدى جدي زوجته وأمي .. "مين توصل لمكان بعيد نوعاً ما، تأخذ قطعة القماش المعلقة على الشجرة، وتشعلها بالنار".

زوجة جدي رجعت من نص الطريق، وأمي أكملت دون أن تلتفت، وصلت للقماش، أشعلته، ورجعت. :)

أتخيل هذا الحدث وأفكر بأمي الآن. أمي التي يجب أن نوقظها من نومها بهدوء حتى لا تفزع وتظن أنه أصابنا مكروه. أمي التي يجب أن نحدثها بصوت واضح لا يرتجف حتى لا يلتهم القلق قلبها.

أمي التي قطعت الطريق المظلم قبل سنوات، أصبحت تفزعها أجراس الإنذار، وإتصالات أخوتي بالوقت المتأخر، وصوت أسمى العالي إذا نادت عليها من الغرفة الثانية فجأة!

في عيون أمي الآن عبارة واحدة في معنى أن تكون أم، أن تخاف على عمرك أكثر ، وتخاف على عمر هؤلاء أكثر، وأن تخاف على الحياة، وتقلق عليها أكثر!

أمي الان تحرس حياة سبعة أشخاص، وتحرس من أجلهم نفسها والحياة ايضاً.

دائماً ما أتمنى أن أكون بخير مرة لأجلي وعشرين مرة لأجلها ❤️