بعد أن أنهت مكالمتها الهاتفية شردت بعيدا !!

بدأت تتأمل غرفتها وكأنها تراها لأول مرة .. وأخذ السؤال ذاته يتردد في ذهنها:

هل آن لسعادتي أن تنتهي ؟

تنتهي! لا، لن تنتهي . بل ستتجمد السعادة إلى أجل مسمى تعرف بدايته ونهايته :/

بدأت تستعيد ذكرياتها خلال الشهرين الماضيين وتبتسم ابتسامة ممزوجة بالألم و .....

وفجأة أحست بدوار مصحوب بإحساس بالغثيان ..

لم يكونا زائريها الوحيدين في هذه الليلة ..

بل صحبهما وخز خفيف في ذراعها الأيمن لا يهدأ حتى يعود أقوى من ذي قبل !

أحست بالأرض تسحب من تحت قدميها .. وكأنها ستهوى في بئر سحيق ..

بئر مظلم ملئ بالخفافيش والحشرات والثعابين !

كان البئر عميقا ومظلما جدا لا تكاد ترى فيه شيئا..

أخذت تمشي الهوينى وهي تتحسس الجدار .. أحست يديها تلامس شيئا هلاميا ..

فأطلقت صرخة مدوية ! ثم انسحبت خائفة إلى ركن من البئر ..

أحست فجأة بشئ يتحسس يديها بيديه .. كتمت أنفاسها رعبا .

سرعان ما أحست بيديه تتحسس وجهها .. لم تعرف ماهية هذا الشئ ولكن ملمسه كان دافئا !

أغمضت عينيها وأخذت تصرخ وتصرخ ولكن لم يصدر منها أي صوت !

سمعت صوت أحدهم بالقرب منها : ما بك عزيزتي ؟ أأنت بخير ؟؟

فتحت عينيها ببطء وانتبهت إلى أمها جالسة على الأرض بجانبها .. كانت تتحسس يديها ووجهها بذعر شديدين..

انتبهت إلى أنها مستلقية على أرضية الغرفة ، تساءلت ما الذي جعلها تستلقي على الأرض بدلا من السرير!!

لم تهتم لمعرفة الإجابة على هذا السؤال ؛ فقد أزاحته بعيدا عن ذهنها وجعلت تتساءل من جديد:

هل آن لسعادتي أن تنتهي؟!