السيدة التي توفاها  الله منذ زمن بعيد،كانت تسكن الرياض في بيت شعبي قديم.

لم يكن وجهها لطيفاً جداً ولا حتى كلامها. لكن معتقداتها وطقوسها كانت تشف عن قلبٍ رقيق يختفي خلف الملامح الحادة.

كانت تودع المسافر بوجهٍ جامد، ثم إذا أدار ظهره، سندت المكنسة على الرف، وحرمت كنس البيت حتى يعود! كانت تؤمن بأن أثر المسافر يرتبط به، وأن أي أذى يمس الأثر هنا يصل للمسافر هناك! لم تكن تكنس البيت حينما يغيب أخاها أو زوجها في سفرٍ طويل لا إتصال فيه، حتى لا تدفن الغائب في أرض سفره! لذا تجلس بين كومة الغبار مدةً طويلة جداً، تحفظ الغبار والأثر والمسافر!

وكل ما حزم أحد أحبتها حقائب السفر، تراكم الغبار على الأثر تماماً كما يتراكم الانتظار والخوف والترقب على القلب!