بعضهم يجعلك ترى النسخة الأفضل منك ..
يكتشف فيك نفسك..
يجعلك أجمل وأفضل لمجرد أنك أنت ..
يرى في زواياك المظلمة
بقعة ضوء ..
يرى تحت رمادك كتلة وهج..
يقرأ بين حروفك مالا تقول ..
و يكتب خلف صفحات صمتك ترجمة تجعل براكينه الثائرة
بردا وسلاما على قلبك الحائر ..
يا لهذه الروح كيف لها أن تألف من لاتعرف !!
أنت لاتعرف عن الآخرين سوى مايقولونه لك؛
فلاتصدق ماتسمعه عنهم وصدق فقط ماتسمعه منهم،
حتى إن كذبوا فليس عليك إلا أن تسمعهم؛
فهذا مايريدون أن يكونوه وهذا ظاهرهم؛
فاترك لهم مايخفونه.
لك ألا تصدق ولكن ليس لك أن تكذبهم، عليك فقط أن تسمعهم ثم تقرر إذا كنت مقتنع أم لا.
ما أبشع هذا الزحام الذي يسرقك من نفسك، ليلقي بك في لجج التيه، تتخبط بين متاهات لاتعرف النور..
من أجل سلامك الداخلي،
لاتتنازل أبدا عن القبس المتقد في داخلك، واجعله دائما مقاوما للتكيف مع المفروض والواقع.
إذا كنت أنت لاتعرف ماتريد بالتحديد فمن الطبيعي ألا يعرفه الآخرون ..
لن يفهمك أحد أكثر من نفسك، وكل مايمكنهم فعله هو مساعدتك في الوصول إلى الفهم العميق عن طريق الحوار و النقاش و الأسئلة؛ التي تساعدك على المزيد من الفهم،
لا المزيد من الاعتراف و الإذعان.
لن تنضج إلى أن يستوي عندك المدح بالذم، فأنت تعرف نفسك أكثر من أي أحد آخر؛ وبذلك يمكنك أن تأخذ من المدح ما تؤكد به موقفك وتطرح منه ما تعي جيدا أنه ليس فيك، كما تأخذ من الذم ما يدفعك للمزيد من التحسن دون أن ينقص من قدرك شيئا.
حنان اللحيدان.