وتبقى الحقيقة بلا حقيقة... 

يبقى بين الكلمات معانٍ لم تُقَلْ..

و بين الحروف موسيقى لم تُعزف..

وتبقى في الروح حياة لم تُولد..

مازلتُ أشعر بأن الرحلة لم تبدأ ..

مازال هاجس النقص والزيف يخيم على كل شيء..

مازال الشك يملأ كل الكؤوس التي شربتها فزادتني ظمأ... 

مازالت الخطوات تتحرك في محلها كأنما ترتفع و تهبط على سير متحرك يستهلك الجهد بلا مسافة.. 

يستنفذ الزمان في نفس المكان..

يستغرق العمر في دائرة مفرغة، حول فوهة بركان خامد طافح بالرماد، تعلوه سحابة داكنة، لكنها لا تحمل المطر، 

بل تعج بغضب مكبوت،

 ينتظر عجرفة تيار هوائي صاخب، يحسن إشعال وميض البرق، وقرع طبول رعدية تنذر بعاصفة مطرية تمزج رماد البراكين ببخار ماء البحر،

 ولكنها مع ذلك لم تمطر بعد ،بالرغم من ذلك مازالت براعم الزهر ترفع كفوفها في دعاء لا يعرف اليأس..

صوت وصدى...

(صحيح مابه سراب يروي الظامي 

بس الأماني توسع صدر راعيها).

حنان اللحيدان