⁃"إننا نشعر بالملل أقل مما كان يشعر به أسلافنا إلا أننا نخشى الملل أكثر منهم" يقول الفيلسوف برتراند راسل. و أقول أنا يجب أن نرحب بالملل ليتحقق لنا عيش حياةٍ سعيدة.

⁃الملل هو وجود فسحةٍ من الزمن لا يفعل فيها الإنسان شيئاً ذا معنى، أو شيئاً يُضجره. و النتيجة إبداعٌ خلاَّق.

⁃أجرت باحثتان؛ ساندي مانّ، وريبيكا كادمان من جامعة سنترال لانكشاير البريطانية تجربة تؤكد كيف يؤثر الملل على تحفيز الإبداع. طُلبَ من مجموعة من المشاركين في التجربة أداء مهمة مملة للغاية، وهي نسخُ أرقامٍ هاتفية بخط أيديهم، ومجموعة أخرى لم تؤد أي نشاط سُميت بمجموعة التحكم. ثم طُلب من كلا المجموعتين أفكاراً مختلفة لاستخدام كوب بلاستيكي. اتضح أن المجموعة التي نسخت الأرقام هي من نجحت في إنتاج أفكار مختلفة وإبداعية أكثر من المجموعة الثانية. 

⁃و لذا عندما يملَّ الإنسان فإنه يفكر في شيء يحفزه و يثير انتباهه ليتحقق بذلك الإبداع. عليك أن تتفكَّر لماذا برأيك أغلب الأفكار الإبداعية و الخلاَّقة تأتينا أثناء الإستحمام أو في دورة المياه - أكرمك الله - ، ذلك أنها مهمة لا تحتاج إلى انتباه فكري مما يشعرك بالملل فيكون عقلك حينها في ذروة نشاطه.

⁃تقول الباحثة ساندي مانّ؛ إن الاستفادة من شعورك بالملل تبدأ بالإستعانة بأنشطةٍ تتطلب القليل من التركيز، مثل المشي في طريق مألوف أو مجرد الجلوس دون أن تفعل أي شيء على الإطلاق.

⁃أجاب نيل جايمان، كاتب الفانتازيا الشهير، حينما سُئل من أي مصدر يستلهم أفكاره: «إننا نحظى بالأفكار بالاستغراق في أحلام اليقظة؛ من الملل. تُداهمكَ الأفكار طوال الوقت. والفرق بين الكتّاب و الأُناس الآخرين هو أننا نعير الانتباه عندما نفعل ذلك».

⁃الإبداع بريد الملل الخلاَّق. عليك أن تتحين وصول الإبداع حينما يبدأ شعور الملل بغمرك و السيطرة عليك.