الوضع البائس وحالة الخوف والهلع جعلت من بعض الناس يوغل في تصور أمور خارجة عن سياق العادة أو حتى عن سياق الاحتمالات، ثمة من ذهب في تأويل تداعيات أحداث الساعة إلى أبعد مما يتوقع، وانتهى بهم المطاف إلى القول بأن هذا الفايروس هو أداة من أدوات الحرب البيولوجية الجديدة، والمستخدمة لحرب عالمية ثالثة وان لامجال لنفي هذا التأويل على حد قولهم، وإن كثير من البشر لم يدرك بعد حقيقة ذلك وفق تصورهم ،”صدق أو لا تصدق” وأضافوا إلى ما تقدم من القول بأنها حرب عالمية خفية بإمكانيات وأدوات مختلفة عن ما هو معهود في الحروب السالفة، وأن هذه الحرب لم ولن يستخدم فيها أدوات الحروب التقليدية المعروفة من قاذفات تدمير وطائرت حربية وأسلحة الدمار الشامل، بل هي حرب استخدمت فيها أنواع أخرى من أسلحة الدمار، أسلحة جرثومية بمواصفات فايروسية غير معلومة للجميع، إلى هذه المرحلة من مراحل الظنون ودرجات الشكوك بلغ ببعض الناس في المغالاة في التفكير والتوسع في التوجس وترك العنان للتخيلات والتهيئات الناشئة على خلفية جائحة فايروس كورونا حتى تسيح بهم في عالم الخيالات، نعم إلى هذا الحد من حدود الإحباط والإكتئاب والتوتر الفكري، أدت تبعات الأزمة بالناس وأوصلتهم إلى هذه المواصيل. مقال يتناول تفسيرات حول جائحة كورونا ويمكنك قرءاة المزيد من المقالات التي تتناول قضايا مجتمعية من هنا.


ما سبب انتشار شائعات و تفسيرات حول جائحة كورونا ؟

الاضطراب النفسي والخوف لدى الأفراد

لكن السؤال الذي يتوسل كثير من الإجابات هل بالفعل فايروس كورونا هي أداة من أدوات الحروب وبنكهة فايروسية، يمكن القول أنه ومع توسع رقعة انتشار الفايروس وتضاعف أعداد حالات الإصابات واعدا الموتى بصورة مضطرده ضاعفت من هذه التكهنات التي قد تلقى آذان صاغيه، لاسيما أنها سوف تستمر في التوسع ولن تتوقف رقعتها ولن تهدأ ابداَ مادام الحال لايزال على ما هو عليه، فالإضطراب النفسي هو أحد الأسباب التي أدت إلى هذا التوسع في التوقعات والتكهنات بمساحة مفرطة وغير محكومة بضوابط، ثم وإن سلمنا بصحة هذه التوقعات بشكلها المبالغ فيه، فمن هم  قطبا الصراع في هذه الحرب، ومن هم حلفاء كل قطب. أطرح هذا السؤال ليس بهدف معرفة الإجابة، فأنا لا أنتظر الرد لمعرفتي به بل أطرحه محاولة مني فهم كيف يفكر هؤلاء واجتهاد للتقرب إلى درجة الشعور لحالة هذا التوجس.

التعامل مع جائحة كورونا يتطلب وعياً وفهماً كافياً

من جانب آخر والشيء بالشيء يذكر وبعد أن قامت معظم الحكومات العالمية والعربية بتخفيف قيود إجراءات الحظر الصحي وسارعت برفع حالة الحجر عن المجتمعات هل آن الأوان لهذه المجتمعات أن تسعى جاهدة إلى نبذ كل المظاهر الإجتماعية السابقة بكل صورها المتعارف عليها، والرضوخ للأمر الواقع في التعايش مع هذا الفايروس إلى أجل غير مسمى، وهو مرهون بالدرجة الأولى بوعي الأفراد فيها، رغم أن التجارب الأخيره أثبتت خلاف ما كان متوقع، إلى أن نقترب ساعة نهاية هذا الفايروس، تظل الأوامر الإجبارية بالبقاء في المنازل هي أفضل وسيلة وهي بالفعل الوسيلة التي أدت إلى الحد من انتشار العدوى بشكل كبير، إن الآراء المتداولة لخبراء مجال علم الفايروسات الذين تفاوتت آرائهم وتوقعاتهم في المدة الزمنية المتوقع فيها انتهاء هذا الوباء من 18شهراً إلى سنتين وأكثر المتفائلين منهم يوعز بقاء الوباء إلى فترة زمنية ترواحت من سنة ميلادية إلى السنة وبضعة أشهر، هذا إن لم يتمكن العلماء والأطباء المختصون إيجاد عقار ودواء لهذا الفايروس عاجلاً