Image title

هموم الأمة وأزمة الهوية 

 عباس عطيه عباس أبو غنيم

عندما يتحدث المرء عن تأريخ هذه الأمة التي وصل النمو فيها إلى الأندلس ومشارف حدود الصين ولم يكتفي هذا التأريخ الا في التقدم والرقي لكن العدو الذي تربص بهم الدوائر لدليل ضعف الثقة من جراء الأزمة التي تواجههم والتي تهدد أمتنا وشبابنا الذي يعيش الهوس مما تراه من ضياع الهوية عندما أجاب رجلا ً سأله أن يعظه عن علي (ع) :( لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل... ومن العمل مُقلّ نهج البلاغة ).

علينا النظر لحال شبابنا الضائع في المقاهي والكوفي شوب وغيرها حيث نجدهم عبر بوابة التشرذم والضياع شباب حائر تفكر في انتحار الأمة بسبب هؤلاء يخشون المواجهة الفكرية لذا تجدهم يعيشوا الخيالات في الثمالة عندما يصفون هذه الأمة التي تشيخ بهم عن أمير المؤمنين (ع) (قيمة كل امرئ ما يحسنه): نهج البلاغة).

ولو نظرنا اليهم بنظرة سريعة لتفحصناهم لوجدانهم أجساد تعجبك (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ المنافقون 4 )من حيث البنى لكن العقول التي تفكر بها تجدها خاوية من حيث المضنون أن التقدم الرقي اللذان يحملاه ليس له وجود الا في الخيال قال الإمام علي ( عليه السلام ) :(من قعد به العقل قام به الجهل .غرر الحكم ) 8701 ) وهم يطفئون سراج النور في مقدمة تصحرهم الفكري من حيث اليأس والإحباط وغيرها .

الأمة وضياع أبنائها

وهل هذه الأمة أضاعت أبنائها أم هم من أضاع الأمة ؟علينا ان نفكر جليا في هذا السؤال ربما يكون الجميع مشترك في الضياع )عليه السلام): لم يفكر في عواقب الأمور من وثق بزور الغرور، وصبا إلى زور السرور (غرر الحكم: ٦٣٩١)ولكن الشباب هم من بعُد عنها لذا نراى أن هذه الفئة من المجتمع تنبئ بأن  ألآمة قد شاخ أهلها وهم لم يقدموا لهم الرقي المعرفي ولم يقدموا لهم سبل الراحة والرفاهية كما يقدمها لهم الغرب من حيث المأكل والملبس وغيرها وهذا هو الدليل الذي جُعل في مقدمة عقولهم عن الإمام الصادق (عليه السلام) : من وثق بثلاثة كان مغرورا: من صدق بما لا يكون، وركن إلى من لا يثق به، وطمع فيما لا يملك (تحف العقول 319).

عودة إلى الأمة وضياع أبنائها

علينا أن نفكر في صيغة هذا السؤال هل نحن أمة أم أشلاء أمة متناحرة متمزقة نعم أن أمتنا لم تزل تأخذ الرقي من الشباب ترى عن سابق معرفة هم بُنات مستقبل الأمة والعاملون على رقيها قد شاخوا قبل أوانهم ولم يقدموا لها الا التصحر في القرار عن أمير المؤمنين (ع) (كفى بالمرء غرورا أن يثق بكل ما تسول له نفسه غرر الحكم 7053)لذا هم من أضاعها وليس الأمة من أضاعتهم فأمة التي تحمل القيم والمبادئ لم تشخ في يوم من الأيام ولن تقدم الضياع لهم لكنهم أرادوا أن يبرهنوا لنا أن الدول المتحضرة هي أكثر أمناً منا وعنه أيضاً (ع ) زرعوا الفجور، وسقوه الغرور، وحصدوا الثبور )نهج البلاغة الخطبة 2.

شبابنا والهوية

أن الشاب المسلم والشاب الغير مسلم كلاهما يحملان نفس المواصفات من حيث المضمون جسم صحيح وعقل سليم هذا يعد مستقبله دون قيود وهذا تجده ممتحن بهموم التقليد عن الأمام علي (ع) جماع الغرور في الاستنامة إلى العدو غرر الحكم 6391)في لباس الغرب وكيفية عمل تسريحة شعره أو كيف يقلد مشيته وعمل طريقة حركاته وهي تجدها مع الأسف الشديد في شبابنا المهووس في طريقة تقليدهم .

أن الشباب الذين أضاعوا هويتهم هم نفسهم الذين أضاعوا أمتهم وأضاعوا القيم والمبادئ السامية الذي تربى أجيال عليها وأن بعد عنهم هذا أو ذاك لكن للحقيقة عنوان أخر تجده في من لبس جلباب التدين ليزين به عقولهم وهذا تجده جلياً فينا عبر بوابة التشرذم الذي حصل فينا بعد سقوط الصنم جاءوا بكثير من الأفكار والذي يصعب على أبنائنا تحملها مع أعطاء الفرصة لهم في تغيير بعض العادات والتقاليد عن الأمام زين العابدين (ع) : (رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا يأكل ويشرب، وهو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلى بها نار جهنم تحف العقول 282)التي أصبحت فيما بعد مودة قديمة والعالم أمسى أكثر تطور منكم .

لأختم حديثي عن هؤلاء الشباب وهموم الأمة التي ابتليت بعدم التوازن فيما بينهم مع وجود تذبذب لهدم الحصن المنيع لهم أن الهجوم الذي يمارس من قبل شبابنا لدليل الغزو الثقافي لهم مع ذهاب العامل الأساسي منهم قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (الكهف 103_104) وهي الثقة مما تجد تداعيات مخاطرها فيهم ولو رجعنا إلى الوراء قليلا لوجدنا الفرزدق يصفهم عندما التقى الحسين أبان نهضته المباركة (قلوبهم معك وسيوفهم عليك بحار الأنوار) وهذا المضمون الذي تجده عند شبابنا الذي يعيش ازدواجية المعاير قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (الصف 2- 3)