إنسانية الإنسان ترجع إلى إمتلاكه قدرة متفردة للتفكير حول جسده وسلوكه ومظهره أمام الأخرين، طبقاً لما لديه من مجموعة الأحاسيس والمعارف. فالإنسان وحدة متكاملة من القوى النفسية والجسدية والروحية والعقلية والأخلاقية والاجتماعية وهذا الوصف يُدعى الوصف النفس جسدي. وهو يلعب دوراً هاماً في التسبب بالمرض. وفى الإنسان لا يوجد ما هو جسدى صِرف أو نفسى صِرف، فالحدود ليست فاصلة بينهما. فمعظم الأمراض الجسدية لابد من وجود العامل النفسى فيها كالأمراض الجلدية مثل الحساسية.
والضغط النفسي هو مَجموعةٌ من الأحداث والمَواقف والأفكار التي تدفع الشخص إلى الشعور بالتوتّر والقلق، وإحساس الفرد بأنّ الواجبات المطلوبة منه تفوق قُدراته وإمكانيّاته، فيخرُج بسبب ذلك من حالة الاستقرار والتوازن النفسي إلى حالةٍ من الاضطراب والذي يظهر عليه على شكلِ همٍّ وحُزنٍ وألم.
فالفرد الذي يَستطيعُ أن يتوافَقَ داخليّاً مع نفسه ويُحسن تكيّفه مع بيئته يَتمتّع بصحةٍ نفسيةٍ جيدةٍ؛ وذلك لأنّ المَرض النفسي عند الفرد ما هو إلّا صراعات نفسيّة داخليّة تَجعله غير متوافق مع نفسه ومع المُجتمع الذي يعيش فيه، فيظهر الاضطرابُ واضِحاً في حَياته الانفعاليّة، ويَبدو عليه الخوفُ الشديد، والشُّعور بالاضطِهاد من الآخرين.
الأمراض النفسية هي مَجموعةٌ من الانحِرافات التي تظهر على الفرد، وجودها غير مرتبط باختلال بدني أو عضوي؛ بل يَعود سَببها عَدم تكيّف الفَرد مع الظروف المُحيطة به.
قَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ،: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : " إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ الرَّجُلَ أَكَاتِبٌ هُوَ ؟ فَانْظُرْ أَيْنَ يَضَعُ دَوَاتَهُ ؟ فَإِنْ وَضَعَهَا عَنْ شِمَالِهِ ، أَوْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ بِكَاتِبٍ " .
و فيما يلي بعض الحركات التى يمكن استنتاج الحالة النفسية لصاحبها :-
- تداخل اليدين تعنى في وضع دفاعي ؛ في غاية التوتر ؛ يائس.
- تجميع قبضة اليدين تعنى عازم ؛ غاضب ، مستثار ( غالباً في الجيب أو خلف الظهر) ( وهو نادر لدى النساء).
- حك راحة اليدين تعنى توقع شيء إيجابي ؛ رضا عن النفس ؛ إهتمام بالمشاركة
- تشبيك اليدين خلف الرأس ( مع الاستناد إلى الخلف ) تعنى ثقة بالنفس ( سيد الموقف ) ( غالباً يصاحبها وضع الساقين أحدهما فوق الآخر ) ؛ شديد التركيز
- راحتا اليدين مثبتتان على الظهر ( مترافقة مع انحناء الذقن ) تعنى إستلام السلطة (لدى النساء : بضمهما إلى أعلى وانخفاض العينين تعنى مترددة ،خجولة ، مداعبة )
- اليد في الجيب تعنى ثقة بالنفس
- اللعب بالعملة تعنى منشغل بالمال ( أو نقص في المال )
- اللعب بالمفاتيح تعنى شعور بالغلبة ( غرور )
- اليد أمام الفم تعنى مندهش ؛ مفاجأ ؛ كاذب ؛ غير واثق ؛ محرج (غالباً تكون حركة اليد قصيرة وتنقطع قبل الوصول إلى الفم (.
- مسك المرفق باليد تعنى غاضب ؛ عدائي ؛ خائب الظن ( غالباً تمسك اليد أيضاً بأسفل الذراع ، ويتلو هذه الحركة عادة تحسب لبداية هجوم).
- وضع السبابة على الشفاه تعنى عدم ثقة ؛ رغبة في التوقف ؛ إحراج.
- رفع السبابة تعنى تعليم ، لوم ، تحذير.
- وضع اليدين إحداهما فوق الأخرى مع استناد أسفل الذراعين على الرجلين المتباعدتين تعنى مطمئن ( يمكن أن يعطي تصوراً بأنه متوهم ، مغرور ، فخور ، أناني ) ( إعطاء المظهر الخارجي صفة الاطمئنان لإخفاء حقيقة عدم الأمان ) ؛ في حالة دفاع ضد الاعتراضات.
- النقر بالأصابع تعنى الاضطراب ؛ عدم الصبر ( ومثلها النقر بكعب الحذاء أو مقدمته أو الضرب بالقدم على الأرض أو بالقلم على المكتب أو فتح القلم وإقفاله باستمرار (.
- تشبيك الذراعين لدى الرجال تعنى دفاعي ( غير موافق ، حماية النفس ، التراجع ، عدم الارتياح)؛ لدى النساء تعنى الخوف.
1- مع تجميع قبضة اليدين تعنى في حالة دفاع كاملة
2- مع يدين مفتوحتين تعنى مدافع منتظر
- تحريك الذراعين بقوة عند المشي تعنى رضا عن النفس ؛ متغطرس ( غالباً يصاحبها رفع الذقن وحركات متصلبة من الساقين (
- فتح الذراعين وتثبيتهما على حافة الطاولة = في لهفة مع الثقة بالنفس
- خفض الرأس تعنى محرج ؛ مهزوم ؛ معتذر ؛ غير واثق
- تجنب التقاء النظرات تعنى مذنب ؛ خجل ؛ رد فعل كذبة
- إطالة النظرات تعنى عدوانية ؛ ريبة ( النظر إلى مسافة بعيدة دون أن ترف العين = ملل (
- وضع الساقين إحداهما على الأخرى تعنى الرغبة في الصراع ؛ استرخاء ، أمان .
- إستناد أعلى الجسم إلى الوراء تعنى مستريب ؛ راغب في التصعيد.
- تأرجح القدم بين حين وآخر تعنى واثق.
- تأرجح القدم باستمرار تعنى غير مهتم ، مصاب بالملل.
- وضع الرجل فوق مسند المقعد تعنى ادعاء التملك بعدوانية.
- وضع القدمين باتجاه الباب تعنى الرغبة في الانتهاء ، الرغبة في الانقطاع.
- وضع القدمين فوق الطاولة تعنى حق التملك في المكان.
- إلتفاف القدمين على قوائم الكرسي تعنى عدم الأمان.
- إرجاع القدمين تحت الكرسي تعنى الرفض.
- فك أزرار السترة تعنى توجيه العناية ؛ التعاطف ؛ الاسترخاء ( وكذلك في نزع السترة (.
- الجلوس على حافة الكرسي تعنى قبول الحل الوسط ؛ مهيأ للاتفاق ؛ جاهز للعمل (إلى نهاية المحادثة).
- الإقتراب والكلام دون كلفة تعنى استعداد للهجوم ؛ حركة هيمنة.
- الإقتراب تعنى الفهم ؛ توجيه العناية ( الابتعاد = نفور ، اضطراب (.
- التنحنح تعنى مقيد ؛ خائف ( خاصة عندما يتغير الصوت بعد النحنحة).
- التصفير تعنى قلق خائف ؛ مضيق عليه ؛ حريص على التركيز.
بعض الأوضاع العامة والحركات المصاحبة لها :
- النزاع : إنزال أجزاء الحاجبين الداخلية إلى الأسفل ، ضغط الشفتين والتقدم قليلاً إلى الأمام ، توجيه نظرات محدقة.
الفزع : فتح الفم ، واتساع العينين
التشنج : الدخول السريع ، عدم الجلوس إلا بعد الطلب وفي مكان بعيد ، تشبيك الذراعين ، النظر من الشباك أو بشكل غير ثابت
الاستعداد للغزل : عضلات الجسم مشدودة ( يرتفع المنكبان ، وتشد منطقة العينين، وينتصب الجسم)
1- لدى النساء : إصلاح الشعر ، شد الملابس ، التمنظر في الشباك ، تدوير خفيف لمنطقة الحوض ، وضع الرجلين إحداهما فوق الأخرى ببطء ، تدليك الركبة أو بطن الساق أو الفخذ ، إرخاء الحذاء وضبطها على القدم ، إلقاء نظرة قصيرة ثم قطعها وإلقاء نظرة أخرى
2- لدى الرجال : ضبط الملابس العليا ، إقفال السترة وتهذيبها، رفع الحواجب عند الجلوس ، إلقاء نظرة فاحصة على الأظافر ، جذب البطن إلى الداخل .
- التقطيب تعنى الاعتراض .
- تقطيب الجبين و اتساع حدقة العين تعنى الغضب.
- تحريك عضلات الوجة تعنى العصبية.
- الضغط على الاسنان تعنى التوتر.
- مط الشفاه الى الامام تعنى عدم الرضا.
- فتح الفم بدرجة كبيرة تعنى عدم التصديق.
- فتح الفم نصف فتحة تعنى الخوف.
- حك الانف مع تحاشي النظر في العين تعنى الكذب.
- إتكاء الرأس على راحه اليد تعنى الملل و التعب.
- حك الذقن اثناء الحديث تعنى الشك في الكلام.
- اليد على الرقبة من الخلف مع رفع الرأس قليلا تعنى ضبط النفس.
- حك الرأس مع نزول الرأس قليلا تعنى ارتباك و عدم التركيز.
- إخفاء اصبع الابهام داخل قبضة اليد تعنى صعوبة حل المشكلة.
- اصبع السبابة للاشارة تعنى العدوانية و التحكم.
- مسك الذقن تعنى عدم الراحة.
- باطن اليدين متطابقين تعنى رغبه الشخص ف الاقتناع.
- إبعاد الاصبع الصغير عن باقي الاصابع تعنى دليل على رغبه الشخص ان يكون مختلف.
وهناك طرق لتَحسين الحالة النفسية
قوة الإيمان،. تناول الأعشاب مثل: اليانسون، والبابونج، وعشبة العرن المثقوب، ونبات الناردين، الذي يُزيل الشعور بالقلق والأرق، وورد الخزامى؛ فرائحته تُساعد في تحسين الحالة النفسية، والأطعمة التي تحتوي على أحماض الأوميغا 3، مثل: سمك السلمون، وسمك السردين، وفيتامين د، واللفت، والكرنب، والبندورة، والشوكولاتة الداكنة،. ممارسة التمارين الرّياضية،. التنفسُ بعمق، عدم كبت المشاعر، سواءً كانت مشاعر حزنٍ، أو ألمٍ، أو حتى فرح، والتعبير عنها والبوح بها للمقربين، ومحاولة كتابةِ المشاعر السلبية على ورقة ثم تمزيقها والتخلّص منها. الخروج مع صديق مُقرّبٍ في رحلةٍ إلى الطبيعة، مثل: البحر، أو الغابات، وقضاء الأوقات الممتعة؛ فهي تحسِّن الحالة النفسية للشخص. الحفاظ على الضحك والابتسامة في كل وقت، وتجنب مجالسة الأشخاص السلبيين والمُتشائمين. عدم الانشغال في الماضي، والتفكير في الحاضر فقط، وترك المستقبل بين يدي الله تعالى، مع أخذ العبرة من مواقفِ الماضي. التقرب من النفس، وعقد الأحاديث مع الذات؛ لأنّ محاورةَ الشخص لِنفسه تجعله مُتصادقاً مع قلبه وعقله، وخالياً من التناقض والتَّشتت؛ فترتاح نفسيته وتهدأ. وضع هدفٍ في الحياة، والسعي لِتحقيقه وإنجازه، والعمل لأجله؛ ممّا يولد شعوراً بالرّاحة النفسية والسعادة.