Image title
أنا...وأنت...وهى"ضحـايـا التنويم الكهرومغناطيسي"بقلم الأديب المصــرىد. طــارق رضــوان

 

تُرى فيما يشترك العظماء وهل أنا وحضراتكم منهم؟ في إحصائية وجدوا أن الصفة المشتركة للعظماء هي القراءة ووجدوا متوسط عدد الكتب التى يقرأونها 50 كتاب سنويا، فلماذا ؟؟ لأنك عندما تقرأ كتاباً فأنت تضيف عمر وخبرة كاتب الكتاب إلى خبرتك , و كأنك خُضت هذه التجارب و خسرت و تعلمت و كسبت و إلا فكن مستعداً لخوض هذه التجارب و خسارة ما لديك حتى تتعلم.

كما يشترك العظماء فى  تنظيم أوقاتهم وحياتهم ، يقول الرافعي "إن الخطأ كل الخطأ ان تُنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك". و عليك أن تبدأ بقراءة المقدمة و الفهرس ، فأغلب الناس يمرون عليها بغير إلقاء نظرة، و هى تلخص لك ما يحتوية الكتاب و قد تجد فصولاً بعيده عن إهتمامك و قد توفر عليك وقتاً طويلاً إذا كان الكتاب يناقش قضية اخرى.

عليك أن تنظم المكان الذي ستقرأ به : فالقراءة في المكان المنظم المريح لك تجعلك أكثر إستيعاباً و لكل منا طريقتة المحببة في الجلوس فأختر جلستك المريحة. و احتفظ بجوارك بورقة و قلم تكتب فيها ما يروق  لك كبيت من الشعر أو تلخيص للكتاب أو فائدة ما.

ويُروى فى الأثر أن  حَطَّابًا  كان  يجتهد في قطعِ شجرةٍ في الغابة، ولكنَّ فأسَه لم تكنْ حادَّةً؛ لأنَّه لم يشحذْها مِن قبلُ، وأثناءَ عمله مرَّ عليه شخصٌ ما، فرآه على تلك الحالة، فقال له: لماذا لا تَشحذُ فأسَكَ؟ قال الحطَّاب – وهو مُنهمكٌ في عمله -: ألاَ ترى أنَّني مشغولٌ في عملي؟! فبالطبع هذا هو قمة  الأستهتار بقيمة الوقت.

فما هى قيمة الوقت؟ كن على عمرك أشح منك على درهمك ودينارك )عمرك تستطيع ان تشتري به ما لا تستطيع ان تشتريه بدرهمك ودينارك ،فثروتك هى من دخل عمرك، وليس عمرك من دخل مالك .وليست خسارة المال كخسارة العمر ،فان تعقب خسارة المال حسرة فهي حسرة قصيرة أما خُسارة العمر فحسرتها مُقيمة وعاقبتها وخيمة ،وسطوها شديد وعذابها مديد وما أقل الناس عقلاً حين لا يبذلون أموالهم إلا في ما يُريح ،أما أعمارهم فهم بها أسخياء في كسل وهزل ولعب وعبث ،وفي ما يؤدي إلى عذاب أليم مُقيم !!!

ولكن كيف لنا أن  ننجح وننظم أوقاتنا وتكون القراءة هى متعتنا التامة فى ظل ما أفسده ا لفن الزائف والإعلامالمضلل؟ وما هو الفن    الخلاق المبدع؟ الفن هو الذي يبحث عن الجمال بحثَ العلم عن الحقيقة، وأنه يُدرك بالعاطفة كما يُدرك العلم بالعقل، فمن قال أن الجمال لا يكون إلا في الفحشاء والمنكر؟ وتجد الكثير من الناس يسألون عن التنويم المغناطيسي و ينسون أو يتناسون التنويم الكهرومغناطيسي. فما هو التنويم الكهرومغناطيسى؟ هو منتشر جدا حتى أنه يندر ألا يتعرض له شخص يوميا , و يقوم ببث أفكار يقنع بها الشخص المنوم و نجد ضحاياه بالمليارات و هو يواظبون عليه ساعات يوميا. تجد المشاهد يُصدق ما يراه على الشاشة و ان خالف الواقع الحقيقي.

فأين القدوات؟ألم تُلاحظ أن هناك خطر مخيف وهو طرح قُدوات و أبطال في الحضيض : البطل و البطلة  فى الفن  العربى والعالمى  , حل بعضهم مشكلته بالسجائر و الخمر. والشباب حاليا يبحث عن رمز أو قدوة يسير علي خطاها، وكاريزما النجم هي أهم النماذج التي تجعل الشباب يقلدون النجم حتي لو قدم النجم تقليعات غريبة أو لا تُعقل. وبهذه الطريقة يشبع الشباب حاجته النفسية، لذلك تجد الشركات تستعين بنجوم لترويج منتجاتها حتي لو كانت تافهة أو رديئة، وهذه النظرية تسمي بالإقتران الشرطي، وهذا الإرتباط  بين النجم المحبوب والسلعة يحقق لها نسبة مبيعات عالية، والهدف من ذلك هو استغلال الجمهور وليس إمتاعه.

وترجع جذور هذه المشكلة إلى أننا نشأنا في مجتمعات زرعت فينا أن الحرام الوحيد هو العُرى، ولكن هناك أمورًا أخري لم يُسلط عليها الضوء مثل الظُلم وأكل حقوق الناس وغيرها من الأمور. وتجد حتى افلام الكرتون تغرس في عقول الاطفال عقائد غريبة، لا تهتمبالوقت وفوائده وقيمته.

الوقت هو رأس مال الإنسان الذي عليه إستثمارة ليعود له بأحسن الأرباح , و يقول الغربيون “الوقت من ذهب” و الحق أنه أغلى من الذهب و إلا فكم ملياردير يريد شراء وقتا من اللاهين و لا يستطيع كما أنه لا يمكن تخزينه , إن الوقت هو الحياة. ورغم أننا متساويين في الوقت (24 ساعة يوميا)، إلا أننا  لا  نتساوى فى معرفة فضلهوالتعامل معه. و ذكر الجريسي :"أن إدارة الوقت تعني إدارة الذات و أن المدير الفعّال هو مَنْ يبدأ بالنظر إلى وقته قبل الشروع في مُهماته و أعماله و أن الوقت يُعد من أهم الموارد فإذا لم تتم إدارته فلن يتم إدارة أي شيء آخر".  ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم" نعمتان مَغْبُون فيهما كثير من الناس: الصحة ، والفراغ".

يقول الشافعي : “نفسك أن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل” ” صحبت الصوفية فلم أستفد سوى حرفين ،أحدهما قولهم: الوقت كالسيف , فإن لم تقطعه قطعك, ونفسك إن لم تشغلها بالحق ، شغلتك بالباطل ."

يذكر الإمام الغزالي رحمة الله عليه: "أن الوقت ثلاث ساعات : ماضية ذهبت بخيرها وشرها ولا يمكن إرجاعها ، ومستقبلة لا ندري ما الله فاعل فيها ولكنها تحتاج إلى تخطيط ، وحاضرة هي رأس المال".يقول أحد الصالحين : “أوقات العبد أربعة لا خامس لها: النعمة، والبلية، والطاعة، والمعصية . و لله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية : فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنَّة من الله عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها، ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر، ومن كان وقته المعصية فسبيله التوبة والاستغفار، ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا والصبر.

كان الإمام الزهري يقول للفتيان والشباب: “لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان، فاستشارهم، يبتغي حدة عقولهم."وجدير بالذكر قول مالكوم اكس :”لو كان السود رجالا و نساء ينفقون من الوقت على تنمية عقولهم ما ينفقون من الوقت تليين شعورهم لاصبحت احوالهم افضل الاف المرات مما هى عليه."

 وختاماً  فكل  منا له أهداف ومهمة  لابد أن  يركز عليها فينتهى من الصعب اولاً ثم السهل.وتحضرنى قصة كفاح أتمنى أن يقتدى شبابنا  بها  ليحيى النحوي الذى عمل في بداية حياته ملاحاً يعبّر الناس في سفينته، فإذا ما عبر معه قوم من دار العلم والدرس في جزيرة الإسكندرية فكانوا يتحاورون فيما مضى لهم من النظر في العلم، وكان يسمع الحوار الذي يدور بينهم، فتهش نفسه إلى طلب العلم، ولما قويت رؤيته في العلم فكّر في أمره قائلا: ” قد بلغت نيفاً وأربعين عاماً من العمر وما عرفت غير الملاحة، فكيف يمكنني أن أتعرف شيئاً من العلم ” فجمع أمره، وباع سفينته، ولازم دار العلم، وبدأ بعلم النحو واللغة والمنطق وبرع في هذه العلوم فنسب إليها، وتتلمذ على (أمونيوس(، وأدرك (أبرقلس(.

إن متوسط الوقت الذي نمضية في السيارة ألف ساعة سنويا , فلماذا لا تضع مجموعة من الشرائط (قران – تطوير النفس – تعليم لغة أجنبية ) تسمعها في سيارتك , أن الف ساعة تساوي عام دراسي كامل , و يمكنك أذا لم تكن أنت السائق أن تقرأ كتابا في السيارة.

ولأن التخطيط هو أساس الحفاظ على الوقت و أصل النجاح...فلابد  من  تطبيقه بشكل علمى:

* إمح ما استقر في النفوس ان تنظيم الوقت معناه عدم وجود وقت للراحة , بل العكس أنك بتنظيم وقت توفر وقتاً تقضية مع نفسك و أسرتك.

* تنظيم الوقت هو وسيلة فلا تجعلها غاية و تقض بها الساعات , فساعة واحدة تنظم بها وقتك , و لكن لا تقضي وقتك كله في رسم الخطط.

* خطط ليومك قبل أن تنام أو في الصباح الباكر.

* الوقت محدود و المهام كثيرة و عليك إجراء المقارنات لمعرفة الأهم من المهم.

* لا تبالغ في وضع قائمة الاإجازات اليومية.

* إحتفظ بورقة في جيبك بها مواعيدك و أهدافك.

*  بعد تحديد الهدف و قبل أداء اي عمل اسأل  نفسك هل هذا العمل يُقربني من هدفي أم لا .

*  توقف عن أي نشاط غير منتج.

* إستمتع بكل عمل تقوم به.