إن فكرة الثقافة الجنسية مهمة جدا بحيث تعتبر إشكالية وجب حلها وكلا الشرق الغرب يغالي في المسألة فحيث أن الغرب يدعي التحضر والإنفتاح إلا أنه يروج لها كسلعة أكثر من كونها فكرة في حين أن الشرق يسئ مفهومها ويجهلها رغم أنها فطرة إنسانية وقد جعل الله لها سبل لصرف شهوتها تبدأ بالزواج فعلينا أن نعي تماما بمفهوم الجنس في الفكر الإسلامي.
الجنس في الإسلام هو شهوة وملذة مباحة لكن فقط بين الزوجين وهو وسيلة للتعبير عن الحب ولإبراز العواطف تجاه من نحب وهو حق لكلا الزوجين على الآخر لكن كما قلنا بشروط وعند التحدث عن الجنس في حاضرنا نجد أنه أصبح ظاهرة مستفحلة بين أوساط الشباب خاصة كما أصبحت حاجة أساسية وضرورة ملحة لكنها ليست غاية و كما أشرت سابقا فهي فطرة إنسانية لكنها وهي مستقلة تماما عن حاجات الأخرى كالطعام والشراب ....,حتى الفكر والمنطق يتنافى مع فكرة الجنس لكنها أصبحت لغة العصر والجنس واجهة له عبر كل ما يبث في القنوات ونشر للأفكار الجنسية من أفلام تصل بك بطريقة أو بأخرى إليها.
إن العالم يعرف إنحطاطا لم يعهده من قبل وقد تخلى عن المبادئ الأخلاقية والتي تزعم الأمم المتقدمة أنها ترعاها لكنها عكس ذلك. ففكرة الجنس في الفكر الإسلامي إشباع الرغبة وهي فطرة كل الكائنات الحية عند الزواج فالله خلق فينا هذه الشهوة لنصرفها في الحلال و لإنسان وجد للتعايش والتواصل والعبادة ولا يمكن مقارنته بالحب فهو غاية سامية به ينتشر التعاون والمودة بين أفراده وليس غريزة حيوانية وملذة عابرة ومؤقتة كالجنس وليس إلا دليل على الفساد الأخلاقي حيث أصبح الجنس يشكل 95بالمئة من التجارب البشرية الأكثر حدة في الحياة وينظر إليه من ناحية الإقتصاد والأرباح من الدرجة الأولى.
إن الشباب قد انجروا نحو هذا المفهوم ولن يسلم منه أبناء المسلمين وهناك سبب آخر فقد أصبحت الفكرة الجنس موضوعا لا يستغنى عنه بين أغلب الشباب وبدرجة كبيرة بلهجة الواثق المجرب وحل محل العاطفة والعاطفة المعاكسة الجنسية وأصبح الإغواء مفهوم طاغي على الغزل قديما كما انتشرت الحفلات والمرح .
ـإن الجنس هو أحد أقوى الرغبات بل أصبح يسيطر على الشباب وتجربته المبكرة تفقد الإستمتاع به عند الزواج وبقدر طول التجربة تقل الرغبة وشاعت بين المراهقين ممارسة الجنس وأعتبر كل من لم يمارسه في سن مبكرة إما مريض أو منحرفا وأكثرا تعقيدا وبذلك يؤثرون على فئات ضعيفي الشخصية ويجعلون من الممارسة أساس للبلوغ ولإحترام لكن لا ننسى أن للبلوغ مؤشرات غير ما يدعون هوالإحتلام والوصول إلى مرحلة القذف وهو أساس للبلوغ وهو أمر طبيعي ليس له علاقة بالجنس وهذه أكاذيب وأفكار خاطئة عن البلوغ ومن المستحيل تقريبا أن يعرف الشباب اليوم حقيقة الصحيحة حول الموضوع فهم محاطين بوجهتي نظر إحداها من الثقافة الزائفة التي تصورها الكتب والأفلام التي تصور الجنس المثالي وتروج له ومنها يحصلون على إنطباع بأن الجنس هو رياضة طبيعية وأساس للخبرة والتجربة الصحيحة مع أي كان بدون مراعاة للشعور آخر أو العواقب المترتبة عنه والإنصياع لفكرة أن عليك ممارسته لتصبح راشد و نجد الحرية المطلقة وعدم وجود الرقابة الأبوية ورفع القيود في سن 18 في الدول الغربية والثانية نجد أن الشاب نفسه يبدوا ميالا إلى أكثر أنواع العاطفة مرضا الأغاني فهي تؤثر بدرجة كبيرة خاصة الأغاني التي تصف تعاسة الحب وهجران الحبيب مما يجعله يفكر بالجنس بالدرجة الأولى أو العلاقة والمتعة العابرة من الإلتزام بواجباته تجاه من يحب والعلاقة الجدية معه وهكذا يتأثرون نفسيا فقد أصبح فقدان العذرية أمرا عاديا عند سن 18
-هذه الأفكار غربية وليست في فكرنا الإسلامي صحيح أن عالمنا العربي لم يسلم من هذه الظاهرة إلا ان هناك ضوابط شرعية وقوانين في العرف الإسلامي وفي عادات وتقاليد المجتمع المسلم تقلل من نسبتها مقارنة بالغرب ونحن أمة مسلمة ونمتاز عن غيرنا بالحياء والعفة لذا علينا توعية شبابنا وترغيبهم بالزواج فهو صيانة وحماية لشرف المرأة وتحقيقا لنصف دين الرجل بعيدا عن إستغلال المرأة والتلاعب بعواطفها وإهانة شرفها .
-إن ظاهرة الإنحطاط الأخلاقي هذه عادت زاحفة بعد قرون وعادات القديمة مثل اللواط الذي أصبح قضية مسلمة بها و بغض النظر من المظاهر الليبرالية كالأباحية الجنسية وحرية الجنس المثلي والزواج بين الذكور وغيرها من الإنحرفات ومكانة المرأة المحتقرة التي تدعي منظمة الأمم المتحدة أنها ترعى حقوقها فأين حقوق المرأة وهي تغتصب ويهان شرفها في بعض الدول التي تعاني الحروب أو في الدول المتقدمة حيث أصبحت أداة للمتعة وواجهة إقتصادية مربحةُ.
الإسلام ينافي تماما هذه الأفكار المرتبطة بهتك الأعراض والزواج فيه فضيلة مقدسة عكس الغرب الذي يتماشى مع لغة العصر كما يزعم والتي هي قائمة على المصالح والمال وبلا شك قد وصلت إلى المرحلة نفسها التي وصلت لها روما قديما منذ ألفي سنة والجرائم الجنسية كالإغتصاب وإستغلال الأطفال تتضاعف فيها خاصة.