أقدار معذبة: بين موت مستمر وحلم مستحيل


ليس هناك ألم يفوق ألم امرأة دفعتها الأقدار لتجلس إلى جانب رجل لا تحبه

 فتسير أيامها بين ليل طويل ونهار مظلم بين حلم مفقود وأمل مُقيد

 إذ تتنقل في صمت أسيرة لحياة مليئة بالفراغ معلقة بين خيارين مريرين

 أن تعيش حياة ليست لها أو أن تعيش دون حياة

 امرأة تحمل في قلبها عواطف مكبوتة وفي عينيها آمال قد انكسرت


 تشارك لحظاتها مع رجل لا يعني لها شيئًا ويصبح وجوده في حياتها عبئًا ثقيلًا تنقض عليها الأيام فتمحو منها بسمتها ويشترك معها في وحدة قاسية حيث يقضيها في نفس السرير دون حياه ودون شغف 

 وتحت سقف واحد ولكن دون روح ولا شغف


 لا شيء أعمق من خيبة امرأة مضت حياتها بين مفترق طرق أُجبرت على السير فيهما مع رجل لا تهوى قلبه ولا تشتاق حديثه


 فصارت تائهة بين عالمين عالم تحلم فيه بالحرية وعالم تعيش فيه الأسر 

هي التي كانت تحلم بأن تكون شريكة قلب تجد نفسها في مأساة من اللامبالاة يُحاصرها الصمت في مكان واحد حيث لا حديث ينير ضوء روحها ولا ابتسامة تداوي جراح قلبها 


تتجرع قهوتها مع رجل ليس فيه شيء من الأمل وبينما تتساقط أمانيها واحدة تلو الأخرى تقبع في سجنه دون أن يلتفت إليها أحد 


في النهاية هي لا تشارك معه الوقت فحسب بل تشارك معه وحدة تزداد مرارة مع كل صباح يليه مساء بين جسدين لا يلتقيان إلا في الظاهر


 وبين أرواح مفصولة لا تلتقي أبدًا 

امرأة وضعتها الأقدار بين خياريّ فجرٍ وأصيل فكان أحدهما ظلماً يغتال روحها والآخر نوراً يضيء دربها من بعيد 


لكنها تبقى معلقة بينهما كعصفور يحلق في سماء ضبابية لا يعرف أين الهبوط 

امرأة جعلتها الحياة في مفترق طرق حاد حيث كان عليها أن تختار بين حياة لا تحمل في طياتها سوى الألم وحلم بعيد يعانق الأفق ولا تستطيع أن تلامسه

 فتظل أسيرة بين الحياة والموت بين ضياعٍ يلفّها وأملٍ بعيد يلوح لها من بعيد


امرأة كتبت الأقدار على جبينها أن تموت كل يوم

وولادتها تظل حلمًا بعيدًا لم يُكتب لها أن يكون وفي كل لحظة تنقضي تشعر بأنها على وشك أن تغرق في بحر لا شاطئ له


بقلم

عدنان عضيبات