مهلًا أيها الإنسان، ماذا تصنع؟.. يبدو أن استقرارك على هذه البسيطة قد أنساك حجمك فبدأت تثور وتتمرد وتزكّي عقلك القاصر، أنسيتَ من أنت؟ أنت الذي تعجز عن منع فيروسٍ حقير أن ينزل بجسدك، أو عن مدافعة صداعٍ يصيبك، وعن صرف عسر هضمٍ عن معدتك، أنت الذي إن حانت ساعة أجلِك لن تستطيع تأخيرها لحظة واحدة عن موعدها، أنت الذي يستحيل عليك أن تحفظ أحبابك مما تخاف عليهم منه، ما أجهلك!، ما أضعفك!، ما أعجزك!، كيف لنفسك أن تخدعك بأنك تستطيع تدبير شؤونك وحدك، فتتكبر وتتجبر وتتمرد على من خلقك، العظيم الجبار القوي الذي لا يعجزه أن يُفنيك كما بدأك سبحانه، من أنت حتى تدعي أنك تعرف مصلحتك فتجادل فيما اختار لك ربك؟ عقلك القاصر الذي لا يعلم ما قد يفاجأه به القدر في اللحظة التالية، لا يعلم متى ستموت وكيف ستحيا، مهما خططت وحلمت كل ذاك قد يُنسف بحدثٍ واحد لم تتوقعه، ويحك ما بالك تُشقي نفسك وتُرديها أسفل سافلين؟ أفِق، والله لست تملك من أمركَ شيئًا، أنت محتاجٌ وفقير وضعيف مهما ظننتَ بنفسك غير ذلك، كل ذاك الكبر واللذة والعلو الذي تلهثُ له وتركض نحوه ما هو إلا وهم، لذةٌ ستزول أسرع مما بدأت، ويلٌ لك إن لم تعرف قدرك الحقيقي وتلجأ إلى الذي خلقك راجيًا عفوه ورحمته، تدارك نفسك مازال أمامك وقت، فإن تراجعت وأعطيت كل ذي حقٍ حقه حينها سمينحك العزيز سبحانه وتعالى المكانة والقدر الرفيع دون أن تطلبهما، سيسعيان إليك بكامل شرفك وكرامتك لا كما كنتَ تعبد هواك لتحصيلهما وما أنت بمحصّلهما .
إلى الكائن الطيني
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين