أي بني لا تقلق من تقلبات الأيام، ولا تهتز لأحداث ستمر..
لا تحتمل ما لا يعنيك، ولا تفكر فيما ليس بيدك.. متى ما كنت مع الله كان الله معك 
وإذا ما نزل الكرب بك، فإياك وأن تختل البوصلة، 

وانظر في حال  سحرة فرعون وحال امرأته ماالذي حمل السحرة وامرأة فرعون على التخلي والتجرد لله هكذا؟
أليس الظن الحسن؟
ما الذي يدفع إنسانا ليترك متاعًا أنس به وذاق حلاوته لأجل غيب لم يره؟
أليس الظن الحسن؟! 

أوليس أنهم قد رأوا حقيقة الخالق، لحظات الثبات حتى انتهاء الإختبار 

إنك لن تدفع الكربات أو تنتهي الألآم حين تولي وجهك عن طريق الهداية! 

أي بنُي إنما ابتدأ الله كتابه بقوله "الذي يؤمنون بالغيب" ليعلمك أن الدنيا بكل ما فيها من اختبار

هو الاختبار الأكبر الإيمان بالغيب! 

والنعمة اختبار مثلها مثل الكرب! 

فما أنت فاعل إن لم تحسن بالله ظنك؟
هل تتغير المقادير؟ هل يكون غير الذي أراد ﷲ؟
ما أنت إلا عبد ضعيف لا تقوى على وقاية نفسك من شوكة في بيتك!

وما كانت الشوكة إلا منك وماكان الغفران إلا من مولاك! 
وما أنت إلا ضرير لا تدرك ما في خلف جدار الغيب! 

وعدد ضحكاتك في الدنيا محسوبة مثل قطرات دموعك! 

يمكنك الجزع والتسخط على ربك، فتكون_والله_ في بلاء أشد مما أنت فيه من بلاء! 

أي بني يودّ الشيطان لو رمي شرَكه عليك في لحظات التسخط! فيأتيك مرة يمينًا، ومرة شمالًا،  وتختلف الصور والأمثال فمرة باليأس بالإجابة، ومرة بزدايد الظلم وتجني الفاجر 

مع أن الله أخبرك في كتابة ب استقرار الأمر 

"وكل أمر مستقر"  سيسعى ذلك الشيطان أن يفتّ عضد عزمك وينتهز أي فرصة ليهبط فألك؟ نصرك الله عليه، ورزقك من حسن الظن بربك!

أي بني المعادلة بسيطة: أنت عبد مخلوق، يقدر الله عليك الكرب الذي خلقه هو، لتلجأ وتعود وتناجي وتسأل، ثم يقدر عليك الفرج فلا تأمل الفرج من غيره..! 

ولا تثق بأي مخلوقٍ مهما بلغت سلطته، فالذي لايملك أنفاسه لايملك شيئًا! 

أي بني إن الذي خلق أشد الأبواب المغلقة وأعظمها هو الذي ييده ذلك المفتاح الصغير بكلمة "كن" فلا تتحول عينيك عن من بيده مقاليد السماوات الأرض وتنظر لعظم الكرب وانظر في عظم الخالق 

الله الذي أغرق الأرض لنوحٍ ﷺحين دعا "مغلوب فانتصر" 

الله الذي نصر رسولهﷺبـ "الرعب" 

الله الذي حول النار لإبراهيم ﷺ بردًا وسلامًا

الله الذي رفع عيسىﷺ هو الله الذي أخلف على زكرياﷺ، ونجى يونس ﷺ من بطن الحوت، وأخرج يوسفﷺمن ظلمات السجن بـ رؤيا تسللت إلي منام الملك! 

هو الله الذي وعدك بالنوال قبل السؤال

" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" 

لكن يا بني لابد أن تضيق وتضيق عليك وتنقطع السبل والأسباب الأرضية لتلجأ إلي المسبِب إلي رب السماوات والأرض وما بينهما رب العالمين 

هنا فرج الله لا يجيء عاديًا قطّ..! حين يجيء، يجيء في وقت أحوج ما تكون إليه، عظيمًا جارفًا لايقف بوجهه شيئ.. فلاتشغل نفسك كيف يأتي؟انشغل بالتقوى.. انشغل بالدعاء! 

فافتح ذراعيك، الله أكبر من ظنونك! 

وارفع كفيك بالدعاء لتقطف الثمر 

فثمار الدعاء دومًا طيبًا نضجًا لايأتي قبل أوانه بل في وقته ومن تأمل حكمة الرب وجدها واقعة في أليق الأوقات، أذاقنا الله وإياكم كشف الضر ولحظات الجبر 

والحمد لله ممسينا ومصبحنا بالخير واليمن والبركات 

والسلام