الفرق الجوهري في مقارنة أظهرة دورتموند مع أظهرة ليفربول !
عندما نتكلم عن المقارنة بين لاعبين أو فريقين ... فهي دائما ما تكون نسبية و ليست حتمية، لأن هناك عدة أمور تلعب دورا كبيرا و لا تصلح لأن تدخل في تلك المقارنة.
حاليا عند تصنيف الأظهرة سواء اليمينية أو اليسارية، فالأفضلية تذهب لدورتموند و ليفربول ... والسبب، إعتماد كل من فافر و كلوب عليهم كمحطة لعب مهمة، فهم كل شيء خاصة لدى الجراد الأصفر.
لهذا دائما ما تطرح أسئلة من قبيل ... من الأفضل بين أشرف و ارلوند، و بين روبيرتسون و غيريرو ؟
في مثل هذه الحالات يكون من الضروري الاستعانة بالإحصائيات من أجل المساعدة و توضيح أرقام لا يمكن رؤيتها ... و هنا يظهر فارق مهم يؤكد أن في الأصل هذه المقارنة ليست في محلها !
" الأرقام تقول أن ثنائي دورتموند أفضل دفاعيا وفي التسجيل ... بينما ثنائي ليفربول أفضل في صناعة اللعب والاستحواذ " .
و هو ما يبرز فرقا جوهريا يجعل المقارنة باطلة ؛
فكلوب جعل من ارلوند و روبيرتسون صناع لعب و هما اللذان يعوضان جودة الوسط التي تنعدم عند الليفر، الشيء الذي يظهر جليا في الأسيستات و خاصة عند ارلوند فهي تكون خيالية ... أما فافر فجعل من حكيمي و غيريرو كمحطة تهديفية و أساسية لإنهاء الهجمات، فمهمتهما هي الحسم و الزيادة العددية في مربع عمليات الخصم ؛ و هو ما رأيناه كثيرا هذا الموسم عند الفريق، وكمثال نجد مباراة بروسيا ضد الإنتر في ذات الأذنين، فأشرف كان محطة إنهاء الهجمة بالرغم من أنه في تلك المباراة لعب كظهير أيمن.
وهذا الفرق يؤكد أن كل مدرب يعتمد على ما يراه مناسبا لأسلوب لعبه و منظومة فريقه ... فمنذ إكتشاف الحس التهديفي لأشرف و رفاييل، خضع لوسيان لخطة 3-4-3 ، و أيضا نفس الشيء بالنسبة لكلوب الذي عندما رأى أن وسط ميدانه ليس مبتكرا، ذهب لخيار أرلوند و روبيرتسون، ليخضع هو أيضا لجودتهما في تمرير الكرات العرضية، و يصبحا هما البناء الأساسي للعب.
لهذا مثل هذه الأمور البسيطة نظريا، تجعل المقارنة صعبة ... فمهام حكيمي و غيريرو ليست هي مهام ارلوند و روبيرتسون ؛ والعكس صحيح !
و ذلك ما يوضح أخبار أن الريال ممكن أن يستغني عن أشرف، لأن الفريق مع زيدان يحتاج لظهير يوزع اللعب و ينقل الكرات من إتجاهات مغايرة في الملعب، وهذه الخاصية منعدمة حاليا لدى حكيمي، ليس لأن اللاعب لا يملكها، بل لأن فافر في الأصل لايتبنى نفس الأسلوب ... لهذا أشرف صالح جدا لأفكار غوارديولا أو توخيل، فكلا المدربين يجعلان من الظهير محطة حسم.
التفاصيل الصغيرة لها دور كبير في عالم المستديرة، وهي التي تجعل بعض القرارات في الوهلة الأولى غير مفهومة أو إن صح التعبير غير منطقية ... فالمنطق هنا يحثنا على المقارنة، لكن عند التوغل في التفاصيل تظهر أشياء غير متوقعة، تغير مسار كل شيء.
تحياتي لكم 🙏