التحالف الوطني والمسؤولية الكبرى !...
رحيم الخالدي
في كل دول العالم تتقدم الكتل والتجمعات والأحزاب للإنتخابات منفردة، لكنها بالأخير تتكون من تيارين وبريطانيا وأمريكا أنموذجاً! حيث يتنافس القطبين الكبيرين ومن يتفق رأيه على منهاج أحد الاقطاب، يدخل أما مع الأول أو الثاني وهما من يقع عليهم إدارة الدولة .
في العراق وبعد إنتهاء الفترة التي كان تسيطر سياسة الحزب الواحد الى التعددية الحزبية، والاختلاف في التوجه هو من ينضج العملية السياسية، عسى أن تكون بعض الكتل لم تذكر شريحة معينة، وحقوق منسية لتتصدر تلك المنبنية وتطالب بالحقوق .
التعدد الحزبي في العراق فاق كل دول العالم، وبإمكان أي سياسي أن يُنشئ حزب أو تجمع او كتلة ويدخل الإنتخابات، والصندوق هو الذي يقرر، والذي يجري من بعض النواب! أنهم كلهم يقول أنا اطالب بحق المواطن العراقي، وهو بالواقع يبحث عن شهرة أو يُهيئ للإنتخابات القادمة، ولم يحقق أي شيء يذكر مما كان يتوعد الجمهور بتحقيقه سوى مصالحه الشخصية، وهذا بالطبع وَلّدَ إرباك في العملية السياسية وشتتها وتباعدت الأهداف والغايات، بل أوجد تناحر وتسقيط سياسي من خلال فبركة الأخبار و التصريحات والمواقف، والمُتَلَقّي البسيط من الشعب الذي يجهل في السياسة والغاية يَنْجَرّ خلف هؤلاء، الذين لا يملكون تاريخ جهادي! بل وصل الحد بهم إتهام رجال يشهد لهم التاريخ بنضالهم، والمثير بالأمر يتم مساواتهم مع من كان أحد رجال البعث، التي أذاقت الشعب العراقي الويلات، وهم معروفون من خلال المسار الذي يتبعونه، أو تاريخهم المليء بالتقارير الحزبية التي فتحت الطريق للمجاهدين ليعتلوا منصات الإعدام، وكان من المفروض إيجاد طريقة جديدة في نظام الائتلافات، لتكوين كتلتين فقط ممن تتلائم أهدافه مع من يأتلف معه، وهنا نتخلص من التنوع الذي أضر بالمواطن العراقي .
منذ بداية الإئتلاف العراقي الموحد وهو الذي كان يتصدر باقي الشركاء بالعملية السياسية، وكلمتهُ هي العليا لأنه يمثل الأغلبية الساحقة، وبإمكانه التصويت على قرار وينفذ ويتم الأخذ به كونه خرج من الدائرة التشريعية، لكن ليس هنالك إستثمار لتلك القوة المؤثرة في القرار، ولو نظرنا للشارع اليوم تجده قد مَلَّ من الوعود غير المتحققة .
المعطل في الوقت الحاضر هو الشريك من داخل التحالف الفوطني، والتناحر والبغض للآخر كونه يملك مشروع ناجح ديدن البعض، لأنه لا يمتلك تلك المقومات التي تجعله رجل دولة، وهو الذي من المفروض عليه أن يكون تكامليا ليعم بالفائدة على الكل، لذا على التحالف التصويت على رجل يتم الاتفاق عليه من قبل كل الأطراف وصاحب قرار ليعتلي منصب رئيس التحالف، وأن لا يبقى الحال هكذا لأنكم مطالبون من قبل الجمهور، بكثير من المتطلبات التي يمكنها أن تمسح غبار الماضي .
بالتفاهم الى حل حول كيفية التوصل الى من يقود هذه الكتلة، صاحبة الأصوات التي لا يمكن الإستهانة بها، وترك المناكفات والإتهامات المتبادلة في سبيل الوصول الى الغايات السامية، التي يأمر بها ديننا الحنيف، ولا أعتقد، أن العراق عقيم من القادة الذين يستطيعون القيادة والطاولة المستديرة هي الحل، والتفاهم بلغة الاسلام هي لغة العقل، لأنكم تقع عليكم مسؤولية كبيرة وجمهوركم ينتظر ....