هذه الكلمات كتبتها منذ السنة ونصف

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شريعة من شرائع الله عز وجل، وإنه كلما إزداد العبد حسنًا في خلقه تقبل من ينصحه ورأى فيه المنقذ من النار خاصة إن كان الناصح أمين، وقد ربط النصح بخيرية الأمة بها، وحقيقة هذه الشريعة جزء عملي لمن يحلم بتطبيق الشريعة وإقامة الخلافة !

كيف لا؟ وقد كان بدايات وأد التناصح تغزونا مع سقوط الخلافة أو قبلها بقليل حيث بدأت الحملات من أعداء الإسلام والمنافقين في حربها والطعن بها في صور وأشكال متعددة فتارة يعبرون عنها أنها تصادم الحرية الشخصية، وتارة أنها من قبيل التخلف والرجعية، والبعض أصبح يتبجح بقولة (عليك بنفسك) !

وهناك فرق كبير بين أفعال المكلفين والشريعة نفسّها، ومن علم هذا الأمر فقد جانب الخطأ في الفهم، وتلاشى عنه التخبط في الحكم، ونظر إلى الأمور بصورة عادلة، ومتزنة، وخالية من الظلم والجناية على الآخرين.

أما قولة "حُرية شخصية " فهي قاعدةٌ يتبناها الغرب وذيولهم لشرعنة كثير من وجوه الانحلال لأن محورهم هو"الفرد" دون اعتبار بمصير المجتمع، بينما الإسلام رُسمت حدوده على أساس مصالح الفرد والمجتمع معاً، وهذا يتمثل في حديث خرق السفينة فلا يحق لك أن تخرق مقعدك بدعوى تملّكه فتغرق بذلك سفينة المجتمع !

فلاشك أن الحرية الشخصية مصطلح مطاطي لا يؤخذ على إطلاقه فكل دولة وديانة وضعت عقوبات على مخالفات وتجاوزات معينة فمثلاً بعض الدول تبيح شرب الكحول وبعض الدول الأخرى تبيح الشذوذ وأخرى تحرمه لذلك تجد الناس في غاية الالتزام والإنضباط بالقدر الذي تضعه لهم الدول.


وأعظم تناصح عرفته الأمة التناصح بالحق بينهم، حيث إنه تنصاح مبين على هوية سماوية لا تدخلات لحظوظ النفس فيها كما تخرج الناس من الظلمات المهلكات من الاعتقادات، والأفكار، والآراء والسلوك إلى نور الهداية والاستقامة، وترك المكلفين بعض الواجبات لا يبيح لهم ترك واجب الحسبة والبيان، والعمل بالنصوص الشرعية، وقد بُلينا الفترة السابقة بأناس يرفعون شعار شرب الزنا والخمور تحت دائرة الحرية والفسق.. 

كما أنه يطلقون شبهة استقلاية العقل في مقابل عدم اتباع أهل العلم وهذا في مسألة  احترام أقوال علماء الدين بذات بغرض الطعن في الدين ككل

وهذا مردود ٌعليه أنها مسألة متعلقة بالتخصص ومقدار التأهيل المعرفي، وليست تسليماً أو تعطيلاً للعقل فمثلًا لايصح أن أتلقى العلاج عندما أمرض من معلم! ولكنني أذهب لمختصص دقيق فطبيب القلب ليس كطبيب المخ والأعصاب ثم ننظر أن يكون ذو علم وسمعة طيبة

لكنهم يستميتون في ترسيخ ذاك التصوير لأنه يشرعن لهم الأخذ بالدين على الهوى لا على علم، وهذا والله منذرٌ بشر عظيم.. إذا فلنعيد البوصلة إلي المركزية السماوية والتشريع الذي وضعه الله، وننكر المنكر كما نحض على المعروف فالأمر فيه نجاتنا جميعًا


ملحوظة: أعيد هذه المقالة كتبت منذ عام ونص 

فقط للتذكرة