علمتك الكورونا ان الأزمات ليست دائما مرارة تشوب ما تريده ان يكون حلو المذاق و أن الأمل غصن لا ينكسر أبدا و أن المرور عبر الأزقة الضيقة لابد ان يتوج بالوصول إلى شارع فسيح يعج بضحكات المارة.....
خلال فترة الحجر الصحي اجتهدت في البحث عن وسائل جديدة للتسلية و رسمت أحلامك بشكل غير كلاسيكي...كدت تغرق في بحار الخوف و اليأس لولا أن وقعت عيناك على رائعة " فلنحيينه حياة طيبة" فتشبثت يداك حينها بدفتي المصحف و جعلت عيناك تجوب الآيات بحثا عن بداية الآية التي لفتت انتباهك فإذا بكلمات آسرة تنبثق من نقطة البداية....
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
تساءلت في استغراب " حياة طيبة....ترى كيف يمكن أن يتحقق ذلك في زمن الكورونا و كيف السبيل إلى العمل الصالح و قد أصبح التباعد الاجتماعي خاصية لصيقة بحياتك الاجتماعية ...."
في الواقع تشمل هذه الآية العظيمة مرحلة ما قبل الأزمة و مرحلة الأزمة و مرحلة ما بعد الأزمة
و في كل مرحلة زمنية تمر بها في حياتك تزيد حاجتك إلى الحياة الطيبة حتى و ان بلغت من السعادة مبلغا لا مثيل له.
مرت الساعات.... بينما أنت جالس على الأريكة تحدق في ما أمكن لك أن تراه من جدران منزلك إذ بفكرة مذهلة تخطر ببالك.
يمكنك أن تترك بصمة ايجابية حتى في زمن الكورونا هذا ما همست به فكرتك في عقلك....
شعرت حينها بان الجدران التي تحيط بك ليست أبدا عالما ضيقا يكبل طاقاتك و مواهبك و قوة شخصيتك فأنت ببساطة قادر على فعل الكثير و العمل الصالح هو اثبات للذات و ترك لبصمة تنير دربك في هذه الحياة فانت قادر باي حال من الاحوال على وصل الاقارب عن طريق الهاتف و مساعدة المحتاجين مع التقيد بقواعد الحجر الصحي و كتابة تدوينات مفيدة و ترتيل للايات اناء الليل و اطراف النهار و تامل في نعم الله تعالى فنظرك عبر شرفة غرفتك الى النجوم التي تزدان بها سماء الليل و تلذذك بطعم الفراولة و البرتقال و العصائر المنعشة التي كنت تعتبر مذاقها جزءا من الروتين حينما كنت بعيدا عن اسوار الازمة كل هذا و غيره الكثير يضفي على حياتك اجواء الحياة الطيبة.