أحب القراءة منذ طفولته ، فنهل من شتى علوم الأدب حتى احترف القصة القصيرة جداً، وبات أيقونة بارزة من أيقونات تطور القصة القصيرة بالعراق ، أتسمت أعماله بالإبداع والجمال ، فتميز بجاذبيَّة الأسلوب ، وجمال التَّعبير ، جمال نوري صوت قصصي عراقي له حضوره المميز في الساحة الأدبية ، تماهى مع بروتوكولات السرد ما بعد الحداثوي وتجاوز المدرسة الكلاسيكية في نتاجاته الادبية ، وحسب التصنيف الزمني ينتمي الى جيل كتاب القصة القصيرة الذي ظهر إنتاجه في الثمانينات الميلادية ، الجيل الذي سرق الحرب منصته ، فامتهن الكتابة في الخنادق ، وبعد تنامي ظاهرة الاغتراب عن الذات أو عن المجتمع ، نتيجة لجحيم الحرب وقسوتها والحصار الاقتصادي المقيت ، الذي راكم المشكلات ، وخصوصاً في الأساسيات الحياتية الاقتصادية ، كان القاص محققاً للعلاقة التفاعليّة بين الأديب والمجتمع وكان أكثر من غيره التحاما بقضايا مجتمعه بكل متناقضاته وتداعياته ليكون مرآة لكل ما يدور في المجتمع والضوء المسلط على تلك المعاناة عبر اختياره لشخصيات تنتمي الى الطبقة الفقيرة والوسطى او كما يسميها هو مهزومة ومنكسرة تحاول في لجة هذا الخراب أن تجد لها نافذة صغيرة تطل من خلالها على الحياة ومعطياته ، وهذا مكمن نبرة الحزن والانين والالم في تفاصيل كلماته .

كما اهتم القاص في مجموعته القصصية الأخيرة " الباب الرابع " بهموم الناس من جراء الحصار مثل قصة ( ابتسامة ناقصة ، وعظام ) . ويعد القاص جمال نوري ابرز أدباء القصة القصيرة المتتبعين لقضية الاغتراب الذاتي والاجتماعي والفكري والزمكاني . وبحسب التصنيف الأدبي ينتمي القاص الى جيل الكتابة الما بعد الحداثية ، فكان بارع حد الاتقان في تطوير تجربته القصصية من خلال طرحه لموضوعات قصصية جدية بوسائل وتقنيات مبتكرة في البنيوية والسيميائية واللسانية ، رغم محافظته على الاصالة ، ولقد حملت منجزاته الإبداعية الاخيرة سمة التجديد في شكلها الفني تكتيكاً ولغة وأسلوباً ،لا سيما في المولود الأدبي الجديد والحداثي " القصة القصيرة جداً " فأبدع بأشكال فنية بلغة شعرية مكثفة موحية وفكرة مركزة ، يمكن ان نقف عند البارز منها مجموعته " غورنيكا عراقية " في قصة ( صور ، دموع ، غورنيكا عراقية ) لقد ابدع في تلاقح الفن القصصي مع الفن الفوتغرافي ، الذي يقوم في الأساس على الإلتقاط التصويري في بناء نصه . القاص جمال نوري احمد قادر الصالحي من مواليد عام 1958 في “ديالى- خانقين” ، وفي الربع الثاني من سبعينات القرن المنصرم في مدينة جلولاء تطورت اهتماماته وميوله الثقافية والأدبية مع مجايليه أمثال المؤلف والمخرج المسرحي الدكتور محمد صبري الصالحي ، قبل ان تلقى موهبته الإبداعية الرعاية والتوجيه من عراب الثقافة في المدينة الاستاذ والأديب جلال زنگابادي ، وبعد الانتقال مع أفراد أسرته للعيش في مدينة تكريت في محافظة صلاح دخلت حياته الادبية مرحلة جديدة بلقائه بالقاص فرج ياسين ، تخرج القاص من جامعة الموصل كلية الآداب – قسم الترجمة 1980 ، وعمل مدرساً لمادة اللغة الانكليزية في ثانوية تكريت للمتميزين ، وعرف القاص في التزامه ومثابرته في خدمة الثقافة وانتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب في صلاح الدين . اشترك مع القاص بذكريات يذكيها المكان الذي ننتمي له "جلولاء " ، وينازعني الحنين اليه بعد تواردنا الحوار الافتراضي العنكبوتي ، راجياً بلقاء وحوار واقعي ، حتى حانت الفرصة الرائعة ان نكون أمامه وجها لوجه في مسقط رأسه خانقين وتحديداً في مقهى عبد المجيد لطفي الثقافي والفضل يعود الى الناقد الدكتور سامان جليل ابراهيم طبعا الشكر الموصول له ، لعل اللقاء اضاءة في محراب هذا الجنس الادبي ، وما هو غامض وجديد عن حياة القاص وتجربته القصصية .


جمال النور وصفاء الصالحي
جمال نوري  رفقة صفاء الصالحة

الحوار :

س : مع ميلاد المنجز الاول تولد مشاعر الحماسة والتسرع، والفرح الممزوج بالخوف من الإقدام على التجربة ، كيف اطاح جمال نوري بالقلق السابق على الكتابة مع ميلاد المنجز الاول ؟

لرؤية الحوار كاملا أدخل مجلة النبراس الإلكترونية عبر هذا الرابط:

مجلة النبراس الالكترونية


اقرا ايضا :الشاعر: محمد دويدي يحاور الدكتور صلاج جاد سلام