"انظر الى الحياة بمنظار وردي" هي جملة في منتهى الروعة كيفما عبرنا عنها و لكنها غالبا ما تندرج ضمن سياق خاطئ لا يليق بجوهرها النفيس فمن الناس من يقول هذه الجملة وهو غير واع بان نظرته الوردية للحياة لا تزال ضبابية و لم تكتمل قوتها بعد .
لن نفهم هذا الامر فهما حقيقيا حتى نجيب عن السوال الاتي: ما السبب الذي يجعلنا ننظر الى الحياة بمنظار وردي. قد يكون السبب اشياء و افكارا لا تمنحنا القدرة على الصمود بصفة فعلية و لو لوقت طويل امام العقبا ت و الا بتلاءات و انما تسكن الامنا فحسب و لا تمنعها من ان تطفو على السطح بين الفينة و الاخرى فتوهمنا بالتحلي بالقوة و هي في الحقيقة تحطم مشاعرنا ببطء شديد لكن تعطشنا الفطري للامل هو ما يدفعنا الى تجميع شظايا مشاعرنا المحطمة و اعادة رسكلتها لنحيا من جديد بالطريقة ذاتها اي دون ان نفهم فعلا ما الذي يجعلنا نستمتع بنظرة وردية حقيقية للحياة لا تتحول الى نظرة كئيبة بمجرد اصطدامنا بالعقبات.
كثيرا ما تاسر الانسان امور و اشياء يعتبرها مصدر سعادته بدءا من حب شخص و الاستعداد للتضحية من اجله بالنفس و النفيس وصولا الى الولع بالبيتزا و القهوة و الشكلاطة غير ان البحث عن الامل في منطقة الرغبات و الشهوات هو عمل خاطئ فالامل هناك هش و ضعيف للغاية وهو ما لا يليق بمكانته الرفيعة و لا يتناسب مع دوره النبيل.........
( يتبع )