يعتقد البعض أنه بمجرد حصوله على درجة البكالوريوس أو الماجستير في التسويق أصبح مسوقاً.

ما نتعلمه في الدرجات العلمية يمهّد لنا الطريق، ويهدينا السبيل الصحيح في المجالات التي نتعلمها، ولكن لا يُعطينا عصاً سحرية، ولا عقاراً نبتلعه فيزرع في أدمغتنا كل جوانب التخصص.

قراءة الكتب، مجلات البزنس المتخصصة، المدونات الرائدة في مجال التسويق، الإستماع إلى البودكاست المعنية بالمجال والإلتقاء ومحاورة المتخصصين هي ما يصقلك ويصنع منك المسوق الحقيقي.

مجال التسويق واسع جداً ويزداد في التوسّع طرديّاً مع تغير وتنوع وازدياد تعقيد أسلوب تعامل العملاء مع البراند. والتقنية لها كلمتها الأولى هنا، حيث أصبح لا يبعدك عن حصولك على منتج أو خدمة معينة سوى أن ترفع هاتفك الذكي وتضغط عليه عدة مرات.

رغم أن التسويق عملية متكاملة ترتبط بعضها ببعض، إلّا أن التخصصات الفرعية فيه تتباين بشكل كبير وتتطلب مهارات مختلفة عن الأخرى، فالمهارات المتطلبة من من يعمل في الإعلان تختلف بشكل واضح عن من يعمل في خدمة العملاء وعن من يعمل في بحث السوق. وألاحظ أن كبار المتخصصين في هذا المجال في الغالب ينحاز إلى جانب من جوانب التسويق عن الآخر لقدرته على العطاء والإبداع فيه أكثر من غيره. لهذا السبب تجد تنوع في المحتوى من كتب ومقالات وغيرها.

أنت كذلك .. ومع كثرة إطلاعك وقرائتك ستلاحظ أنك تميل إلى جانب من جوانب التسويق أكثر من غيره، وتشعر أنه يُشبهك ويلائم شخصيتك ومهاراتك الخاصة، ما يضطرك إلى الإبحار فيه أكثر وتناول المزيد من المحتوى المقروء، المسموع أو المرئي منه.

إذا سُئلتُ يوماً ما أكثر ما يجعل المسوق مسوقاً، سيكون جوابي هو "مدى معرفته بالسوق"، برأيي .. لا يُعذر أي مسوّق لعدم معرفته "بشكل عام" عن سوقه المحلي أولاً والسوق العالمي إجمالاً. أتحدث هنا عن عدد السكان، التوزيع أو التركيب السكاني Demographics، القوة الشرائية Purchasing Power، الترندز والتوجهات العامة وما إلى ذلك من معلومات تُعتبر ركيزة عملك كمسوق، وهي ما تبني عليها قراراتك التسوقية المتنوعة.

قرائتك وإطلاعك المستفيض المتنوع في المجال ستوضح لك هدفك والمجال الفرعي الذي تود الإنضمام له والغوص إلى قاعه، وعند تحديد ذلك لا تقف حتى تُصبح Thought Leader ومرجع له، إلى جانب معرفتك وإلمامك العام بتخصص التسويق.

بقلم alii