بنو لِيبرل يتبعون شريعة سيدهم الغربي شبراً بشبر وذراعاً بذراع وجحراً بجحر ثم يسمونَ انفسهم احرار

‏بل أنتم والله تتقلبونَ "في أرذل أشكال العبودية" جل الشبهات المعاصرة التي تثيرها التيارات اليسارية حول الدين وتشريعاته متسلحة بشعارات الحقوق والحريات والإنسانية هي في الحقيقة ليست إلا نتاج الخضوع لسيطرة منظور الثقافة الغربية لتلك القيم وليست مبنية على منطق أو حقيقة مطلقة فهؤلاء يرون في حدود الإسلام قسوة
‏يرون النقاب يستحق القمع ! لكن قمع التعري تعدي على الحرية!
‏سبب التناقض هنا هو أن ميزان المبادئ لديهم ليس العقل المجرد بل العقل المقيد المستعبد من الغرب ، المعضلة هنا في تشرُب بعض المسلمين للشبهات المعاصرة على أساس أن-المفاهيم المسيطرة-هي الحقيقة المطلقة !!! 
‏والبحث عن ردود توافق ذلك قبل أن تبحث"يامسلم عن تعليل للشبهات، جرد عقلك من  أغلال الاستعباد و قيود الثقافة الغالبة وتأثيرها وسترى كيف أن ذاك التشريع الذي رأيته بالأمس شبهة تراه اليوم نظاماً فطرياً : أبتدِء بـ أهداف الليبرالية ؟


اتجاهات الليبرالية عديدة ومتنوعة تجتمع تحت عنوان (التحرر من الضوابط والمعايير عموما، والدينية على وجه الخصوص)


أنواع الليبرالية:


1- فكري:وهو قناعات فكرية بالمناهج والمذاهب التغريبية وبالمسالك العملية مثل:


- البنيوية.


- التمركز حول الأنثى.


- الحداثة.


-العلمانية (وهي أعم وأشمل وتشكل المعتقد الأصولي لليبرالية) 


- العصرانية.


2 - عضوي: وهو انتماء إلى حركة معينة أو إلى مذهب له أعضاء أو إلى دولة غربية سراً أو علانية.


* حركة مثل:


- الماسونية.


- حركة الاستنارة.


- الفرنكفونية.


- الأندية المشبوهة (روتا ري"ليونز" )


* مذهب مثل: 


- الماركسية.


- الوجودية.


* دولة والارتباط بها يكون:


-سراً مثل: “المخابرات” (قد يظهر الارتباط بواجهة تعاون ثقافي مع السفارات أو البعثات)


- علناً مثل الشخصيات التي تعلن عن ذلك مثل: علي آل حمد، شاكر النابلسي، مأمون فندي، عبد الرحم الراشد، أحمد الربعي.


3 - سلوكي. 


وفق القناعات الفكرية ، ووفق الإنتماء العضوي .. وتقليد ومحاكاة.


مجالات الليبرالية:


1- الفكر : وهي منظومة من الأفكار أو المناهج أو المذاهب تشكل قناعات فعلية توجه أصحابها وتسيطر على نظراتهم ومعاييرهم.


2- المشاعر: وهي مجموعة من المقاصد والمشاعر

والو لاءات والعداءات ،  تظهر من خلال الميول والحب والرغبة والاعتزاز والانتماء..


3 - الأعمال و الممارسات:


مسيرة مسلكية علمية يسير صاحبها وفق القناعات الفكرية و الميولات القلبية أو بسبب التقليد والمحاكاة.


المعالم الرئيسية لما يريد أصحاب الليبرالية تثبيته:


1- الغرب مصدر وأصل.


2- تسويق المبادئ والأفكار الغربية.


3- تحسين كل ما يأتي من عنده.


4- الدفاع عن مواقفه في القضايا المختلفة-تبرير المنطلقات والمقاصد.


5- تشجيع الدول والأفراد لـ تقليد الغرب .


6- الإشاعة والضرب على وتر أن الحضارة الغربية الليبرالية سائرة نحو تعميم نفسها على مختلف مناطق العالم.


عملهم داخل المجتمع:


1 - بث المذاهب الفكرية. 


2 - تركيزهم الدائم أنه لا يوجد شيء اسمه غزو فكري 🤓! . 


3 - كسر جوزة المسكوت عنه وتحليل مابداخلها.


عملهم في مجال السياسة :


1 - المصلحة هي الأساس-البراجماتية-.


2 - الدولة المدنية هي البعيدة عن أي تأثير ديني.


3 - عدم الحرج من الاستعانة بالقوى الخارجية لدحر الدكتاتورية العاتية واستئصال جرثومة الاستبداد وتطبيق الديمقراطية الغربية، في ظل عجز النخب الداخلية والأحزاب الهشة..وهذه ليست سوابق تاريخية، فقد استعانت أوروبا بأمريكا لدحر النازية والفاشية.. وقامت أمريكا بتحرير أوروبا كما قامت بتحرير الكويت والعراق.


4 - لا حرج في أن يأتي الإصلاح من الخارج..سواء أتى على ظهر دابة عربية أو على دبابة بريطانية أو بارجة أمريكية أوغواصة فرنسية.


5 - لا حل للصراع العربي مع الآخرين في فلسطين وغيرها إلا بالحوار والمفاوضات والحل السلمي.


6 - الإيمان بالتطبيع السياسي والثقافي مع الأعداء.


7 - الاعتراف بالواقعية السياسية مثل:


أ - اتفاقية كامب ديفيد 1979


ب - اتفاقية أوسلو1992.


ج - اتفاقية وادي عربة 1994.


د - يجب أن تصبح اتفاقات شعبية.


كلامهم في الدين:


1 - التدين تحجر وقسوة وظلام وتكفير ! 


2 - الدين علاقة بين  "الفرد وربه لا غير.


نظرتهم للمرأة:


مساواة المرأة مع الرجل مساواة تامة في الحقوق والواجبات والإرث والشهادة وتبني مجلة الأحوال الشخصية التونسية 1957 وهي نموذج أمثل لتحرير المرأة

كُتّاب الليبراليون الجدد !!!.


مفاهيم يتبنونها باستمرار:


1 - حتمية الليبرالية والديمقراطية لأنها حركة تاريخية شاملة جارفة كاسحة. 


2 - الترويج المستمر أن الليبرالية الجديدة مع القيم الإنسانية الكونية ومع التعددية الفكرية والعقائدية، ومع حرية الضمير، ومع التفاعل الحضاري و الإنساني.


3 - التصريح والتأكيد أن مبادئ الليبرالية الجديدة:حرية الفكر المطلقة-حرية التدين المطلقة-التعددية السياسية-المطالبة بإصلاح الدين-فصل الدين عن الدولة-إخضاع المقدس والتراث للنقد العلمي- تطبيق الاستحقاقات الديمقراطية.


من مطالب الليبراليين الجدد:


1 - المطالبة بإصلاح التعليم العربي الظلامي (الديني).


2 - إخضاع المقدسات والقيم الأخلاقية والتشريعات للنقد العلمي باستخدام الجينالوجيا القائمة على (من؟ ولماذا؟).


3 - يجب عدم الاستعانة مطلقاً بالمواقف الدينية التي جاءت في الكتاب المقدس (القرآن)تجاه الآخرين قبل 1 قرناً.


4 - الأحكام الشرعية وضعت لزمانها ومكانها، وليست عابرة للتاريخ.


5 - تبني الحداثة الغربية تبنياً كاملاً، باعتبارها تقود للحرية. 


6 - الوقوف إلى جانب العولمة وتأييدها باعتبارها أحد الطرق الموصلة إلى الحداثة الاقتصادية والسياسية والثقافية.


المرجعية لديهم:


1 - تقديس العقل والتشكيك في الغيب.


2 - تثبيت فكرة المرجعية الإنسانية ومركزية العقل الإنساني. 


3 - تثبيت أن الطبيعة كل مادي ثابت له غرض وهدف و هي مستودع القوانين المعرفية والأخلاقية والجمالية ومنها يستمد الإنسان معياريته.


4- نظرية المعرفة تقوم على العقل والحس فقط.


5 - الإله: معزول وبعيد(مقدس بشكل إقصائي), وسواء أكان موجوداً أو غير موجود فهذا أمر هامشي لا علاقة له بمناشط الإنسان العملية والاجتماعية.


المعالم الرئيسية لما يريد أصحاب الليبرالية نفيه وإزالته:


أولا: فيما يتعلق بالغرب:


1- عدم الالتفات لعيوب الغرب وممارساته الاستبدادية الظالمة.


2- المجتمع.جحد الدور الحضاري للأمة. 


3- الاستخفاف باللغة العربية.


4- في الجانب السياسي تقوم السياسة عندهم على.محاربة الحكم الإسلامي باسم محاربة الإسلام السياسي.


5- محاربة الدين.


6- إسقاط التاريخ الإسلامي وتشويهه.


7- تدنيس المقدسات.

8- الإعراض والتشكيك في كون الوحي مصدراً للمعرفة.


9 - النيل المتواصل من علماء الإسلام والزعم أن علما الإسلام والوعاظ كما يسمونهم منغلقون عن العلم الحديث.


10- الحملة العدائية المنظمة والمتواصلة على التيار الإسلامي ومشجعوه واتهامه بأنه تيار غوغائ ديماغوجي.


11- اتهام التيار الإسلامي والزعم أنه ضد القيم الإنسانية وضد التعددية الفكرية والعقائدية وضد حرية الضمير وضد التفاعل الحضاري والإنساني.


12- اتهام التعليم الديني بأنه تعليم ظلامي.


13- الحملة على الأحكام الشرعية وزعمهم المتواصل أنها محصورة بزمانها.


14- الحرب على الفكر الديني الذي جاء به علماء الدين وفقهاؤه ورجاله و اللذي هو حجر عثرة !!!!


15- الهجوم على العلماء المتبوعين ورميهم بأنهم أعداء العقل كابن تيمية والسيوطي وابن القيم. ويسخرون منهم بزعم أنهم استبدلوا العلوم المعاصرة بالطب النبوي !


ثانيا: فيما يتعلق بالمرأة:


- الاعتداء على حصانة المرأة باسم الحرية والتحرر.


ومن مفاهيم التي يروجون لها.


1- محاربة نظرية المؤامرة.


2- لا يمكن إنتاج الحاضر بتاريخ الماضي.


3- الاتجاه للماضي للاستعانة به لبناء الحاضر هو أسوأ الخيارات.


4- على العرب التخلي عن المثل الأعلى الموهوم.


5- تحرير النفس العربية من ماضيها ومن حكم الأسلاف الذين مازالوا يحكموننا من قبورهم.


6- المرجعية لا وجود لعلم مطلق.. ولا مرجعية للمقد إلا ما يتوافق مع العقل.


ختاماً :  تيقظوا  لـ مثل هؤلاء الزنادقة ( المُستأجرين ) و  إعملوا على المناداة بتطبيق الشريعة والحكم بها لانهُ لازم بديهي من لوازم الإيمان بالله فمن يؤمن بالله وكمال صفاته وعظيم حكمته وسعة علمه وتمام عدله فلا يمكن أن يظن بالجور أو النقص في شرعه وحكمه!

‏فعجبي أي دين يتبع أولئك المشغبون المرتزقة ! حول تطبيق الشريعة؟ والملمعون لما دونها من حكم البشر  يرددون.. " الليبرالية لا تصادم الإسلام"
‏من قال أن مشكلتنا مع بنو لِيبرل هي في مصادمة الدين أو محاباته !
‏مشكلتنا هي في استبدال الحكم الإلهي بالحكم الوضعي وهذا فيه اختلال صريح لحقيقة الإيمان وصحة الإسلام لأن من يؤمن بالخالق وكماله إيماناً حقيقياً لن يظن قط بأن حكم من دونه أفضل منه و ما دونتهُ  جملة بسيطة ! من المفاهيم والمعتقدات الليبرالية والقارىء الحاذِق المُتفحِص لها يجد أنها :

"لا تخالف الإسلام فقط " ، بل تقف ضده ! بشراسة وتعتبره وأهله والداعين إليه والمدافعين عنه عناصر"ظلم وظلامَ وتخلف ورجعية"

و أتصور أنّ هذا كافِ في معرفة"حكم الليبرالية"

ألم يستحق إبليس وصف الكفر ونارِ الخلد برده على الله أمرا واحداً !!

فـ كيفَ بمن يرد جملة ضخمة من أحكام الدين بل من نصوص القرآن الكريم  !!✔️


- انتهى .