هــــل حـــــقّا نحن خيــر أمّــــة أُخـــرِجت للـنّـاس ؟

هل أمــــرنا بالمعروف و تغلّبنا عـــلى الـخنّـــاس ؟

هل نهينا عن الــــمنكر وخنـــقنا فـــيه الأنـــفــاس ؟

هل أنصـــــفنا المــــــظلوم ولـــم نتـــــركه يُداس ؟

هل نحن خير أمّة أخرجـــت للنّاس؟ .

هذه الطّـــــرقات بالمنــــــــكرات مـــــتزاحــــــمة

والأعين تـــــــرى المنكر لكنّها صــــامتة صائمـة

الفضــــــــيلة في نفـــــوس النّـــــــــــاس نائــــمـة

وسحــــــــــــابة التّفــــــــــــــرّق ذاهـــــبة قـــادمة

كلمـة الحقّ صمّاء أصابها الاِحتباس

فهل حقّا نحن خير أمّة أخرجت للنّاس ؟.

هــذا التّفـــــــــــرّق بيــــــــن الأهــــــــل قـــــد ســـــاد

وكَبُــــــــــر الخـــــــــــــلاف حتّى وصـــــــل لــلأولاد

صار المـــــــــــــال يتحكّـــــــــــــم وينـــــــهى ويأمـــر

ولعــــب الخنّـــــــــــــــاس بالأُســــــــــــر كـــــما أراد

خزينة التّراحم فارغة قد أصابها الإفلاس

فهل نحن خيــــــــر أمّة أخرجت للنّـــاس ؟

لـم يبــــــــــــق صـــديـــــق يُــــؤتمـــن ولا رفــــــــــاق

الكــــــــــلمات جـــــــــــافّــة والابتســــامات فيها نـــفاق

اختلط الأبيض بالأسود وتلطّخت بالكذب  أنصــع الأوراق

طغت المصالح وتعكّرت بالـــــــرّياء تــلك الآفاق

تعـــــــرّى الشّـرف ولم يَـــعُد له لبـــاس

ونقـــــول أنّنا خير أمّة أخرجــت للنّــاس

الفقـــــــير ببخـــــــــــــل النّــــــــاس ظــــــــلّ فقيــــرا

الأمــــــــــــير بالجــــــــبروت ظــــــــــــلّ أمـــــــــيرا

المجتهد المثــــابر يعيــــــــــش وســـــط فشله أسيـــرا

ووجـــد الغشّـــاش طريـــــق النّــجاح معبّدا و منيرا

فــــــــهل لهــــــــــــــذا الوضـــــــــــــع يا ربي تغييرا

فقد ســـــاد الأمور الإبهـــــــام والالتباس

فهــــــل نحن خير أمّــــة أخرجت للنّاس ؟

في كلّ زمان ومكان نسمع ونرى بالعيون البهتان

يقــــــــــولون ...هذا ابــــــــن أو ابنة فــــــــــلان

نجح في الاِمتحان ...قبـــــــل إجرائه وقبل الأوان

وأُقصِي الباقي وأُلقــــــــــــي بهم في خــــبر كان .

هضمت حقوقهم بلا ضمير ولا إحساس

فكيف نقول أنّنا خير أمّة أخرجت للنّاس؟ .

أُهينــــــــــــت من الجنّــــــــــــة تحت قدميــــــها

وأسال أولادها دمــــــــــــعها على خــدّيـــــــــــها

فكـــــــــــم من أمّ في دار العــــــــجزة تقـــــــــيم

وابنها يعيش مـع زوجته وأبنائه ويحظى بالعيش الكريم

أحــــــــــــــتار كيف ينام ويرتــــــاح هذا اللئيم

وكيف يحلو له الطّعام بين الأضراس

هذا الوضع يؤرّقني ويحبس في الأنفاس

ويجعلني أقسم أنّنا لسنا خير أمّة أخرجت للنّاس .