يحدث أن تكتشف متأخرا أنك تعمدت كثيرا أن تضيع في الزحام هروبا من ذاتك و تغرق في الضجيج كي لاتسمع صمتك، كانت الكتابة هي المتنفس الوحيد لروحك، لكنها كانت تتشبث بأطراف أصابع لاهثة خوفا من فوات مواعيد نبضك التي تتسارع بين شهيق يحبس الحس وزفير ينفث الفكر...
وتظل تسارع إلى كل المساحات في محيطك لتملأها بالكلمات التي تبدو غريبة عليك، لكنها تعرفك جيدا فقد أنجبتها بنات فكرك و سطرها أولاد همسك بغية عقد المصالحة بينك وبين بعضك الجاثم اللاهث داخلك، لكنه لايكف عن محاولات التفلت من سجن روحك والنفاذ خارج أسوار شعورك عله يجدك هناك ماثلا بين السطور وخلف الكلمات و بين منعطفات الحروف ..
ياهذا من أنت وعمن تبحث في أعماقك؟ وما الذي أضعته بين رحلة أوشكت على النهاية وطريق ينتهي بالسراب!؟
حنان اللحيدان