أول عملية قتل للإنسان

في اليهودية والمسيحية

يروي العهد القديم أن قابيل قدم من ثمار الأرض قرباناً للرب. وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانِها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قابيل وقربانه لم ينظر. فأغتاظ قابيل جداً، وسقط وجهه.ولم ينظر الرب إلى قربان قابيل لأنه كان مخالفاً لما كان يتطلبه وهو الذبيحة الدموية أما هابيل فقد فعل. يقول الكتاب: بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قابيل. فبه شُهِد له أنه بارٌ إذ شهِد الله لقرابينه. حيث قابيل ادعى إيمانه بالرب ولكنه لم يفعل. لم يقبل الرب قربان قابيل فأغتاظ قابيل جداً وسقط وجهه.فقام على أخيه هابيل في الحقل وقتله، فقال الرب قابيل أين هابيل أخوك؟ فقال لاأعلم؛ أحارس أنا لأخي. فقال: ماذا فعلت؟ صوت دم أخيك صارخ من الأرض. فالآن، ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك. متى عملْت الأرض لاتعود تعطيك قوتها. تائهاً وهارباً تكون في الأرض.

في الإسلام

يروي القرآن أن حوّاء زوج آدم عليه السّلام وضعت توأمين هما: هابيل وأخته، وقابيل وأخته، وكان كلٌّ من قابيل وهابيل عاملين؛ فقد كان هابيل من رعاة الأغنام، وقابيل من زرّاع الأرض. تزوّج كلٌّ من قابيل و هابيل أخت الآخر، وذلك حفاظاً على النّوع الإنساني، وكانت توأم قابيل أجمل من توأم هابيل، وعندما طلب آدم من أبنائه إتمام ذلك الزّواج أبى قابيل ذلك؛ لأنه قد أراد أن يتزوّج من توأمه ذات الجمال، ولم يرض بتلك القسمة. ولحلّ تلك القضيّة أمر الله تعالى آدم إلى مخرجٍ ما، وهو أن يقدّم كلٌّ من قابيل و هابيل قرباناً إلى الله، و الّذي يُقبل قربانه سينال مراده ومشتهاه، فقام هابيل بتقديم جمل من أنعامه، أمّا قابيل فقد قدّم قمماً من زرعه. نزلت نارٌ فأكلت قربان هابيل، وتركت لقابيل قربانه؛ فغضّب قابيل من اخيه هابيل وقال لأخيه: لأقتلنّك فقال: إنّما يتقبّل الله من المتّقين. كان هابيل رجلاً موفور الجسم والعقل، وُهب الحكمة وآثر رضا الله تعالى، وطاعة والديه راضياً بقسمة ربّه، وقد غلت نار الحسد والغيرة والحقد في قلب قابيل، فقام بقتل أخيه وهو نائم 

اسباب الوقوع في جريمة القتل

يوجد عدة أسباب يمكن للشخص أو الفرد أن يقوم بقتل شخص اخر، فمنها الجائز ومنها المحرم والتي تدخله تحت قوله تعالى:” من قتل نفس بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا”، وسنورد لكم بعض الأسباب التي قد تدفع الناس إلى القتل، ومنها:

الظروف الاقتصادية التي أدت إلى زيادة نسبة الجريمة.المخدرات التي تصل إلي الأشخاص المدمنين وغيرهم.الأمراض النفسية التي عششت في الأبدان، حيث تعد الأمراض النفسية أخطر من الأمراض العضوية.الدفاع عن النفس حين تعرضها لشخص يريد القضاء عليها.القتل غير العمد، والذي لا يكون للقاتل أي ذنب، مثل الحوادث العرضية وغيرها.القتل من اجل الشرف والدفاع عنه.القتل بسبب ثأر بين العائلات، وتصفية الحقوق.

حيث يوجد العديد من الأسباب التي تدفع الإنسان للقتل، والذي ممكن أن يقوم بها من اجل المتعة والتسلية بسبب مرض في عقله أو في عائلته؛ بسبب تعرضه للكثير من الإهانات من الناس .

حكم الإسلام في القتل

يوجد للإسلام الرأي الأمثل في القتل والقتلة، حيث قال في حق القتل العمد أن مرتكبه لابد أن يعاقب بالقتل؛ بسبب ارتكابه جريمة القتل دون وجود أي وجه حق، أو عليه دية إما أن يقبلها أهل المقتول أو يرفضها من اجل القصاص، وأما الوجه الاخر فهو القتل غير العمد، والذي قال في حقه الإسلام ان الشخص المرتكب لهذا القتل لا يوقع عليه عقوبة الإعدام وإنما عليه دية وصيام شهرين متتابعين كفارتا لما فعل؛ وسبب هذا الحكم  هو عدم وجود نية للشخص القاتل بأن يقوم بالقتل.

حالات يجوز فيها القتل

يوجد بعض الاستثناءات من اجل القيام بالقتل، ولكن في ظل الشريعة الإسلامية حتى لا تحدث فوضى بذريعة ان القتل حلال، وإنما بين الإسلام بعض الحالات التي يكون عقابها الموت وذلك لا تراجع فيه إن ثبتت الأدلة التي تجيز القتل، من هذه الحالات ما يأتي:

القاتل عمداً: حيث يجب قتله قصاصاً، إلّا إن عفا عنه أولياء المقتول، أو رضوا بالدّية.المرتدّ: وهو الذي يكفر بعد إسلامه، والدليل قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن بَدّل دينَهُ فاقتُلوه).الزّاني المُحْصَن: وهو مَن ارتكب جريمة الزّنا؛ سواءً كان رجلاً أو امرأةً، وهو متزوج او متزوجة، وجزائهم الرجم حتى الموت.الجاسوس: وهو مَن ينقُل أخبار المسلمين إلى أعدائهم. قاطع الطّريق: وهو المُحارب.

هكذا يكون حديثنا عن القتل وأسبابه واحكامه، فالجدير بالناس أن يتجنبوه وما يقرب إليه من قول وفعل، حيث في ذلك مفسدة للروح والمجتمعات وقبل ذلك لدين، حيث يصبح الشخص القاتل يرى في قتله للأرواح الكثير من المتعة وأن ما يقوم به حلال؛ بسبب عدم وجود الدين في قلبه ولا روح، بل أصبح حيوان يمشي على الأرض.