Image title
"خَـَدعُـوهـا بـِقَـولِـهـم ...حَسـْـناء"بقلـــم الأديب المصــرىد. طــارق رضــوان


قال ذا النون: " أما إنه من الحمق إلتماس الإخوان بغير الوفاء وطلب الآخرة بالرياء ومودة النساء بالغلظة "

جئت  أشكو إليكم حالى... بعد أن فر منى أحبابى وأعوانى...ثورة تملكتهم فور طرحى لسؤالى، والواقع ما  كان السؤال سؤالى  ، إنما  كان ما أوحى لى به فيلم  لكاتب  هندى  متمرس. فيلم واقعى  أصبحت قضيته  قضية منازل عربية  وعالمية كثيرة. فالأمر عاجل، حقيقى وليس   خيالى .ذلك الفيلم Kabhi  Alvida  Naa  Kehna بطولة شاروخان وأميتاب باتشان.  

أخبروهم أنى ما صنعت هذا االسؤال وما أخترعته.فلا تلومونى ولا  تأخذوا من أديب موقف عدائى ،إنما  يهدف قلمنا وجهدنا إلى أن نكشف ونقف على  عيوب  سلوكية  تواجهنا ،لا لنخجل منها ونحيا حياة النعام ولكن لنبحث لها عن حل. فالأديب والقارىء والناقد إن لم يكن لهم أدوار متكاملة ،فلا جدوى من الكتابة أساساً. وليكتفى كل فرد بما  لديه من ثقافة وموروثات حضارية ثابتة متحجرة ، ولن تتغير ، بينما الحياة جُبِلت على التغيير  والتطوير.

أيُها  القارىء خذ عنى فكرتى وأبحث عن حلولها وفحواها، وتبنى من الحلول والحقائق ما تصل  إليه ثقافتك وبحثك واجتهادك. فما يليق بفرد ، بالفعل لا  يليق بثقافة وحضارة الأخر.  وما  هومقبول اليوم ،كان مرفوض بالأمس. فلتتعايش مع ما   يتناسب معك، وأترك ما  لا يناسبك للأخر.وما  لا يُدرك كله، لا يُترك كله. وأعلم أنى لست رجل دين أوسياسة ،إنما أنا أديب عاشق للفلسفة، محب  للفكر  والتأمل . ما أطرحة ليست أفكار قرأنية ،إنما هى أفكار تستدعى وتحث  على البحث والدراسة. فلا تصب جام غضبك على حروفى وكلماتى.

لو أن القضية فردية،ما  ناقشناها هنا. لكن  القضية  تمس  الغالبية بعد الإحتلال  الفكرى الذى غزى منازلنا من شبكات التواصل الإجتماعى. وإليكم سؤال الفيلم الصاعق"ماذا يحدث  لو أنك قابلت رفيق  دربك بعد الجواز؟".

يا  لها من كااااااارثة: ما موقف  وذنب الزوج الذى هامت زوجته  بحب شخص  غيره؟ وما خطأه؟...بالفعل   هو  لديه بعض الأخطاء. وما الجُرم الذى أرتكبته زوجة عشق  زوجها   إمرأة أخرى؟...لماذا  يروى الرجل  زرع غيره؟ ولماذا  تهتم  الزوجة وتغازل حليل  أختها وقد يكون كلاهما فى بلاد متفرقه؟  ما مصير الأولاد من هذا؟ وما نتائجهذا؟ أى  دمار  سيلحق بكل  الأطراف ا لمعنية!!

أليس  لنا أن نصرخ بأعلى  صوت فى زوج أهمل  زرعه وعشق زوجة غيره؟!... ألا  تعلم  عزيزى  الزوج الغافل أن الإسلام قد جعل اللعب من الزوجة ثلث اللهو:" ليس من اللهو إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله وتأديبه فرسه، ورميه بقوسه". أما أن لنا أن نأخذ  بيد زوجة أضله من يبتغى التسلية  والتفاخر:

خدعوها بقولهم حسناء……و الغواني يغرهن الثناء

أ تراها تناست اسمي لما……كثرت في غرامها الأسماء

جاذبتني ثوب العصا و قالت……أنتم الناس أيها الشعراء

فاتقوا الله في خداع العذارى……فالعذارى قلوبهن هواء.

قالت عائشة – رضي الله عنها -:" كنت أشرب من الإناء وأنا حائض ، ، ثم أُنَاوِلُه النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ، فيضع فَاهُ على موضع فِيَّ ". وإليكم  ما  يجب أن يتحلى به الزوج المحب لزوجته  من تمسك وإهتمام:

"قالوا تخير سواها فهي قاسية فقلت لا غير ليلى ليس يرضيني

فلو جمعتم جمال الكون اجًمعه في شخصِ أخرى وقد جاءت تناجيني

لكنت كالصخرة الصماء عاطفة وقلت هذا جمال ليس يعنيني

إن العيون التي بالوصل تضحكني هي العيون التي بالهجر تبكيني"

فماذا  عن دور الزوجة من زوجها؟... قال ابن عبد القوي في منظومة الآداب :

وخير النساء من سرت الزوج منظراً ***** ومن حفظته في مغيب ومشهد

قصيـرة ألفــاظ قصيـرة بيتــها ***** قصيرة طرف العيـن عن كـل أبعـد

عَليْكَ بذات الدين تظفر بالمنى الـ ***** ودود الولود الأصل ذات التعبد

و عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال زوجها : قلت أي الناس أعظم حقا على المرأة ؟ قال زوجها : قلت فأي الناس أعظم حقا على الرجل ؟ قال أمه.

وسأل رسول الله  إمرأة أتت إليه كى يعلمنا  كيف تكون الحياة الزوجية وكيف أن الزوج هو جنة المرأة ونارها، وكيف  أنه لابد أن تتكامل  معه  وبالمثل  لزاماً عليه أن يحتويها  بكل معانى الكلمة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :للمرأة:"  أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : مَا آلُوهُ إِلاَّ مَا عَجَزْتُ عَنْهُ ، قَالَ : انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ ؟ فَإِنَّهُ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ"

أين زوجاتنا مع  كل الإحترام لهم من أم المؤمنين خديجة التى أتاها  النبى مرتعداً قائلاً :"لقد خشيتُ على نفسي.".. فقالت له خديجة : "كلا ، أبشر ، فوالله لا يُخزيك الله أبدا ، إنك لتَصِلُ الرحم ، وتَصْدُق الحديث ، وتحمل الكَلّ ، وتَكسِب المعدوم. وتَقْرِي الضيف ، وتُعين على نوائب الحق."

أين نحن الرجال والأزواج من  خُلق   الحبيب  المختار الذى علمنا ألا  نفاجىء زوجاتنا بالعودة من السفر دون إخبارهم. فلابد من إرسال لها من يخبرها حتى تقابله مقابله حسنه لأن المرأه اذا غاب عنها زوجها ربما أهملت نفسها :" إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة و تمتشط الشعثة ". فقد كان بن عباس يتزين لزوجته كما  تتزين هى له...فما العيب   بذلك؟

والغيرة منها  الحميد ومنها الذميم. ويروى لنا عمار بن ياسر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال "ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث قال الذي لا يبالي من دخل على أهله قلنا فما الرجلة من النساء قال التي تشبه بالرجال"

فالغيرة شىء حميد طالما تهدف للحفاظ على كرامة الزوجوالزوجة والعفة والطهارة،طالما إنها شىء عقلانى  بلا  إفراطوبلا تبذير. وهذا ما يميزنا عن الغرب الذى يفتقد تلك السمة الغالية النفيسة. والزوجة الصالحة  هى  كاملة الخضوع والتعشق لزوجها ،تامة الحياء مع غير زوجها.

أوصت أم ابنتها قبيل زواجها فقالت: * أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً. * أي بنية! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً:

* فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
  *
وأما  الثالثة  والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
 *
وأما الخامسة  والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
*
أما السابعة والثامنة:  فالإحتفاظ  بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الإحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
*
أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
 *
ثم اتقي - مع ذلك- الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
 *
وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.
*
  وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
*
واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.

والغضب بين الزوجين سياسة الشيطان،فلتكن لدين الفطنة الوافرة لتجنب  الغضب وما يؤدى إليه قدر المستطاع. فتأجيل النقاش لما بعض  لحظات الغضب لا  يضر وليس ضعفاً، إنما هو رأس الحكمة. و لذلك يقول إبن رزيق البغدادي:

لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ

جاوَزتِ فِي نصحه حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ النصح يَنفَعُهُ

فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ

قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدهرِ أَضلُعُهُ

والزوج الخلوق المتدين كريماً لا  يهين زوجته  ولا يجرح مشاعرها  ولا تشعر منه ببخل مادى. وورد  فى الأثر أن المغيرة بن شعبة وفتى من العرب خطب إمرأة، وكان الفتى شاباً جميلاً، فأرسلت إليهما أن يحضرا عندها فحضرا، وجلست بحيث تراهما وتسمع كلامهما، فلما رأى المغيرة ذلك الشاب، وعاين جماله علم أنها تؤثره عليه، فأقبل على الفتى وقال: لقد أوتيت جمالاً فهل عندك غير هذا؟ قال: نعم، فعدد محاسنه ثم سكت. فقال المغيرة: كيف حسابك مع أهلك؟ قال: ما يخفى عليَّ منه شيء، وإني لأستدرك منه أدق من الخردل، فقال المغيرة: لكني أضع البدرة في بيتي فينفقها أهلي على ما يريدون فلا أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها. فقالت المرأة: والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني أحب إليَّ من هذا الذي يحصي عليَّ مثقال الذرة، فتزوجت المغيرة.

ففي حديث ام زرع قَالَتِ الْخَامِسَةُ زَوْجِى إِنْ دَخَلَ فَهِدَ ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ .فهوقوى خارج البيت  طلبا   للعيش ولكنه رقيق ،حليم ، كريم مع زوجته وأبنائه.

وأخيرا سيدى الزوج ...سيدتى الزوجة : التروى والتريث لإستمرار الحياة الزوجية أمر مطلوب و الزوجة العاقلة تعلم غضب زوجها دون ان يتكلم. و أُنظر إلى رسول الله لم يسرع بعقاب قبل أن يستفسر و يتثبت من الخطأ.